أطفال الغوطة الشرقية..أبناء قهر ولده القصف والحصار

ازدياد نسبة عمالة الأطفال في الغوطة الشرقية

فريق التحرير9 نوفمبر 2017Last Update :

عمران الدوماني – حرية برس:

هم أطفال الغوطة الشرقية الذين أنهك الحصار أجسادهم وسلبهم براءتهم وطفولة أحلامهم، حتى باتوا كباراً بأجساد صغيرة أتعبها عمل لايقوى عليه الكبار جعلهم يتركون مقاعد الدراسة التي باتت حلماً مستحيلاً لهم.

فقد وصلت نسبة عمالة الأطفال في الغوطة الشرقية إلى مستويات مخيفة، نتيجة المسؤوليات التي أُلقيت على عاتقهم نتيجة فقدان أسرهم لمعيلها سواء في القصف أو بالاعتقال، أو عدم قدرة المعيل على القيام بواجباته لوجود إعاقة جسدية سببها القصف.

عمر البالغ من العمر 10 سنوات، أحد الأطفال الذين اضطرتهم ظروف الحرب للعمل، يروي قصته لحرية برس قائلاً : أبي استشهد قبل سنتين وأنا أعيش مع أمي وأختي الصغيرة، وليس هناك من يساعدنا في مصروف المنزل، لذلك قمت بشراء بعض الأطعمة البسيطة لأقوم ببيعها في الشوارع علّ ذلك يساعد لو قليلاً في تأمين طعام لأمي وأختي.

تقول مديرة مركز ألوان للدعم النفسي الآنسة “عتاب” لحرية برس: لا يمكننا إعطاء إحصائية عن نسبة عمالة الأطفال في الغوطة الشرقية والسبب هو أن العدد كبير ، وغالباً ما يكون الأطفال من صف الرابع فما فوق ملتحقين بالدراسة والعمل سوياً أو متسربين عن الدراسة، فضلاً عن أن هناك الكثير من العائلات لا يرسلون أولادهم إلى المدارس بسبب القصف المتواصل.
وتضيف: معظم الأطفال يعانون من ضغوطات يومية ومادية قد تؤثر على حالتهم النفسية وتدفعهن للتأخر الدراسي أو التسرب، منها فقدان ذويهم أو المعيل وحمل كامل أعباء المنزل على أكتافهم، إضافة إلى الحصار ونقص المواد الغذائية، الأمر الذي يسبب ضغطاً نفسياً وشعوراً بالعجز، وأيضاً اضطرارهم للعمل لساعات في جمع الحطب اللازم للطبخ والتدفئة.

كما ترى الآنسة رنا وهي ناشطة محلية في مدينة دوما في حديثها لحرية برس أن “سبب عمالة الأطفال هو فقدان العائلة معيلهم الأب أو الأخ الكبير وأيضاً من الأسباب هو انتشار الفقر بشكل فظيع في الغوطة، هناك الكثير من الأطفال يعملون ليلاً نهاراً وحقوقهم مسلوبة ويجب أن نعلم أن عمالة الأطفال هو سبب في ضياع الأجيال.

يُشار إلى أن هؤلاء الأطفال يعملون في ظروف قاسية يتحملون فيها قساوة الجو، فضلاً عن الخطر الذي يحيط بهم في ظل قصف مستمر من قبل قوات الأسد، قد يسلبهم حياتهم في أغلب الأحيان أو يسبب لهم إعاقة جسدية مدى الحياة.

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل