كشفت مجموعة من الوثائق التي العثور عليها في مقر بن لادن عن معاملات سرية بين إيران وتنظيم القاعدة، حيث أطلقت وكالة الاستخبارات الأميركية حوالي نصف مليون ملف كومبيوتر من الوثائق التي تم ضبطها في مايو/أيار 2011 .
وتكشف وثيقة مؤلفة من 19 صفحة تمت كتابتها من قبل أحد كبار القادة في القاعدة ولم تُعرض من قبل عن ترتيب بين إيران وأعضاء التنظيم لضرب المصالح الأميركية في الخليج والسعودية. وفي المقابل فقد عرضت إيران على الميليشيات السنية “المال والأسلحة فضلاً عن التدريب في معسكرات حزب الله في لبنان”، كما سهلت المخابرات الإيرانية سفر بعض أفراد من خلال تأمين تأشيرات السفر، في حين كانت تؤوي آخرين.
ويوضح صاحب الملف الذي وُصف بأنه “جيد العلاقات” بأن قوات القاعدة قد انتهكت شروط الصفقة، مما أدى إلى احتجاز الكثير من الرجال. وفي حين أن العلاقات الإيرانية مع حزب الله والفصائل الفلسطينية المسلحة، مثل حماس والجهاد الفلسطيني المسلح، موثقة بشكل جيد، إلا أن علاقاتها مع القاعدة يكتنفها الغموض. ويأتي توقيت نشر هذه الوثائق في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” التوصل إلى اتفاق ثنائي مع إيران لإنهاء برنامجها النووي الذي تم التفاوض عليه من قبل سلفه “باراك اوباما” ووصفه بأنه “أسوأ صفقة على الاطلاق” .
حيث حرص “ترامب” على تصوير إيران على أنها أكبر تهديد لأميركا ، وأن الأخيرة ستحرص على استخدام الوثائق كدليل على دعم الجمهورية الإسلامية للإرهاب في المنطقة. وقال “مايك بومبيو” مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في ندوة حول الأمن القومي نظمتها مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن الشهر الماضي حول الافراج عن الوثائق أن القاعدة وإيران لطالما أقامتا علاقات “سرية ومفتوحة”. وعزا “بومبيو” العلاقة بين الطرفين إلى أنهما تعتبران الغرب عدواً مشتركاً، مشيراً إلى “إجماع أيديولوجي” على تعاونهم ضد الغرب.
وأضاف أن كلا الجانبين لم تقاتل كل منهما الأخرى لأنهما تعتبران الغرب تهديداً أكبر لهما. وأكد “بومبيو” أن وكالة المخابرات المركزية لا تزال تراقب هذه العلاقات، خاصة في ظل تعقيد الوضع في سوريا، مشيراً إلى أن المخابرات الأمريكية تتعقب خسارات المنظمات الإرهابية للأراضي في سوريا والعراق. وتضمنت الوثائق أيضاً لائحة تسجيلات فيديو لبن لادن ، التي تضمنت مواد إباحية، وأفلام هوليوود، وثلاثة أفلام وثائقية عنه.
ومن جهتها نددت إيران بل ”المعلومات الكاذبة لوكالة الاستخبارات الأمريكية” “CIA”حول وجود علاقات بين طهران وتنظيم القاعدة. وكتب وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” في تغريدة مساء الخميس “رقم قياسي سخيف عن حجم تأثير الدولارات النفطية، الأخبار الكاذبة لسي آي ايه ومؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات حول وثائق منتقاة لتنظيم القاعدة متعلقة بإيران لا يمكنها إلغاء دور حلفاء الولايات المتحدة في (هجوم) 11 أيلول/سبتمبر2001”.
وأكدت وكالة فارس القريبة من المحافظين الخميس أن نشر وثائق انتقتها “سي آي ايه” حول تنظيم القاعدة جزء من مشروع “لممارسة الضغوط على إيران”. وكرر المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية “آية الله علي خامنئي” أنه يجب “عدم نسيان أن الولايات المتحدة هي العدو” وذلك في كلمة امام طلاب جامعيين وثانويين قبل يومين على الذكرى السنوية لاحتجاز رهائن في السفارة الامريكية في طهران في العام 1980 ما أدى الى قطع العلاقات بين البلدين.
وقال “خامنئي” بحسب ما نقلت عنه وكالة “ارنا” أن “التراجع أمام أمريكا زادها وقاحة، الطريق الوحيد هو المواجهة والصمود” .
Sorry Comments are closed