أمير أبو جواد – الغوطة الشرقية:
تفتقد الغوطة الشرقية لوجود المحروقات اللازمة للسيارات والدراجات النارية ولتشغيل مولدات الكهرباء، فضلاً عن غلاء أسعارها إن وُجدت، وذلك بسبب الحصار الذي فرضته قوات الأسد على الغوطة منذ أربع سنوات.
الأمر الذي دفع الورشات الصغيرة إلى استخراج مادتي البنزين والمازووت البلاستيكي، وذلك عن طريق إعادة تكرير البلاستيك وتقطيره وطرحه في الأسواق بسعر مقبول نسبياً بالمقارنة مع أسعار المحروقات النفطية، مما خفف العبئ عن المستهلكين.
فقد تجاوزت أسعار المحروقات النفطية ال4200 ليرة سورية لمادة المازوت، وال6500 ليرة سورية لمادة البنزين الخام، أما بالنسبة لأسعار المحروقات البلاستيكية فلم يتجاوز سعر مادة المازوت 2500 ليرة سورية أي ما يعادل 5.5 دولارات وسعر مادة البنزين 2800 ليرة سورية ما يعادل 6.2 دولارات.
وبالرغم تأمين هذه المواد إلا أن أجور النقل بقيت مرتفعة بين مدن وبلدات الغوطة الشرقية، حيث تزيد أجور التنقل بين البلدة والأخرى عن 200 ليرة سورية، وهو ما لا يقدر عليه الكثيرين نتيجة الأجور القليلة التي يتقاضونها بعملهم بالبلدات المجاورة لمسكنهم.
وعند حديث حرية برس مع أبوسامر أحد أصحاب مراكز التوزيع المعتمدة للمحروقات قال بأن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار المحروقات وفقدانها من الأسواق هو الحصار الذي فرضته قوات الاسد على الغوطة الشرقية.
ويجد أبو سامر أن أسعار المواد البلاستيكية مرتفعة, ويعود ذلك إلى الصعوبة توفر البلاستيك نظراً لاستنفاذه من الغوطة الشرقية, حيث يتم تقطيره بشكل مستمر منذ أربع سنوات، موضحاً أن سلبيات المواد المستخرجة أكثر من إيجابياتها ، فالأعطال التي تخلفها من التصليح والصيانة المستمرة للآليات، والتي تسببها ترسبات المواد البلاستيكية في فلاتر محركات هذه الآليات، الأمر الذي اضطر العشرات من مالكي سيارات النقل إلى التوقف عن العمل.
أبو باسل أحد أصحاب سيارات الأجرة يشرح لحرية برس عن هذه المشكلة التي يواجهها أثناء العمل، والتي تسببت بإيقافه منذ عدة شهور، مضيفاً بأن أعداد الطلبات التي كان ينقلها يومياً تتجاوز الثلاثة طلبات والتي يتقاضى عليها أسعار مرتفعة نظراً لارتفاع سعر مادة البنزين، لأن البنزين المنتج من المواد البلاستيكية، لم يكن يغني عن البنزين المنتج من النفط.
ويوضح بأن استخدام البنزين الناتج عن البلاستيك يتسبب بأعطال للسيارات، الأمر الذي يجبر أصحابها على الخروج بشكل يومي لصيانتها وبالتالي دفع مبلغ مالي أكبر مما يتقاضاه في عمله.
ويشير إلى أن السكان باتوا يستخدمون العربات الصغيرة أو ما يسمى بالـ”حنتور” للتنقل ونقل البضائع و نقل خزانات مياه الشرب، وأحياناً لاسعاف، وذلك نظراً لأجورها المناسبة.
يُذكر أنه بالرغم من أن الغوطة الشرقية من المناطق المشمولة باتفاق “خفض التصعيد” التي تم بضمان روسي، إلا أن الحصار لايزال مفروضاً عليها نظراً لعدم التزام قوات الأسد به، فضلاً عن القصف المستمر على مدن وبلدات الغوطة.
Sorry Comments are closed