يا بحر لست أنا الغريب
* إلى لاذقيتي
يا بحر إني طفلك المسكون فيك
تعمدت روحي بطهرك
حين أرعفني المخاض غسلتني
حتى الخطيئة لم تجانب خطوتي يوما
ولم يطرق فؤادي سائل الحقد الغريب
كم قلّبتني هذه الدنيا كأمواج عشقت علّوها
وحلمت أنّ أرقى اليها مثل نورسة
وأنّ أشتف ماءك مثل قرص الشمس
في وقت المغيب
وعلى رمالك
كنت أحصي وقع أقدام العذارى
أجمع الأصداف
أبني قلعة الأتي من الأيام في الرمل القريب
والآن يا بحر الأحبّة
كل شيء صار مختلفا
ولكن
لم تزل رغم المسافة بيننا
تأوي فراشي…..
تسكب الوجع المملح في يديّ
وتنعش الأنفاس طيب
اللاذقية طفلة تقتات منك سنينها
فارحم براءتها
ومـــدّ لثغرها ثديا لترتشف الحنين
غابت شموس طفولتي خلف المدى
اليوم أحصي في السراب
زوارق العثرات
أسمع في دبيب الموج أصوات الصدى
اليوم ترسل نحو بابي
من مياهك نفخة في الصور
تطلقها شياطيناً
وتجمعنا صفوفا عند أبواب الردى
يا بحر من أجل المدينة
أهلك القرصان
في نو
وبارك للمدينة دفأها
أمطر عليها من سحابك باردا
أمطر ندى
أطرق لصوت الأمهات مسامعا
ولتقترب من صخر هذا العمر اني
قد عرفتك عاشقا
بالصرخة الأولى عرفتك تستجيب
يا بحر لست أنا الغريب
ولست أنت هو الغريب
Sorry Comments are closed