استشهد وأصيب مئات الآلاف من السوريين منذ بدء الثورة السورية ضد بشار الأسد في العام 2011، على يد قوات الأسد العسكرية والأمنية والميليشيات الأجنبية التابعة لها والقوات الروسية، كما تسببت هذه القوات بآلاف الإعاقات الدائمة ومنها الإعاقات الناتجة عن بتر الأطراف.
يوجد في الغوطة الشرقية بريف دمشق وحدها 1800 شخصاً فقدوا أحد أطرافهم على الأقل، من بين نحو 50 ألف جريح تعرضوا لإصابات مختلفة، جراء القصف الممنهج الذي تشنه قوات الأسد وحلفائها على الاحياء السكنية والأسواق في مدن وبلدات الغوطة الشرقية.
وفي محاولة للتخفيف من آثار الإعاقة الدائمة للمبتورين، افتتحت عدة مراكز مختصة في مجال الأطراف الصناعية، ومنها مركز “درب” في مدينة دوما بالغوطة الشرقية بريف دمشق.
وقال أ.بلال مدير مركز “درب” لحرية برس:” أجرينا عدة إحصائيات لحالات البتر في الغوطة الشرقية، وكان آخرها عام 2016، وصل فيها العدد ل “1800” حالة، 1200 حالة في مدينة دوما وحدها، حالات بتر علوية وسفلية، ومنهم نساء وأطفال”.
وأضاف” تمكنت المراكز المختصة في الغوطة الشرقية من تقديم أطراف صناعية لقسم من المبتورين بعد إخضاعهم لعلاج فيزيائي، ويوجد قسم كبير لم تتمكن هذه المراكز من مساعدتهم في تأمين الأطراف الصناعية، جراء استمرار القصف على المنطقة وتزايد عدد حالات البتر وفقد تام للمواد اللازمة لصناعة الأطراف، جراء الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الأسد”.
وناشد مدير مركز درب للأطراف الصناعية المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة للمساعدة في رفع الحصار عن الغوطة الشرقية، لمتابعة عمل المراكز في تقديم المساعدة للكثيرين من المبتورة اطرافهم، من بينهم أطفال ونساء.
وقال أبو أحمد وهو أحد المستفيدين من المركز:” ألقت طائرة تابعة لقوات الاسد قنابل عنقودية بجوار منزلي في عام 2014، تسببت في بتر ساقي اليسرى، وبعد عدة شهور شفي الجرح، وبدأت المعاناة النفسية والجسدية ترافقني لثلاث سنوات، في المحاولة لإيجاد طرفاً صناعية بديلة، و بعد عناء طويل حصلت على طرف صناعية بالمجان، قدمها لي مركز كان قد افتتح حديثاً في الغوطة الشرقية سنة 2017″.
أبو شادي فقد ساقيه الاثنتين، قال في حديث لحرية برس: “كان لدي محل لبيع الحطب في السوق الشعبية بمدينة دوما، وذات يوم، أغارت طائرات الأسد على السوق ب 4 صواريخ فراغية، وارتقى العديد من الشهداء وأصيب العشرات، وكان من بين الجرحى أنا وصديقي، حيث بترت طرفاي السفليتان، كما بترت يد صديقي، وبدأت حالتي النفسية تسوء جراء ما سببته الإعاقة بعدم قدرتي على المشي ومتابعة أعمالي، وبقيت على هذه الحالة لمدة طويلة، وتمكنت من الحصول على طرفان صناعيتان، وخضعت لمعالجة نفسية وفيزيائية قبل تركيب الشروع في تركيبها، والآن أنا أتابع عملي في بيع الحطب بعد تركيب الطرفان ووضعي النفسي والجسدي تحسن كثيراً عن السابق”.
وينتظر المئات من المبتورة أطرافهم أن ترفع قوات الأسد الحصار عن الغوطة الشرقية، لتتمكن مراكز صناعة الأطراف من جلب الأجهزة والمعدات اللازمة ومواصلة تقديم المساعدة لمحتاجيها.
عذراً التعليقات مغلقة