بشار الأسد قائداً لمنتخب البراميل

مالك الخولي23 أكتوبر 2017آخر تحديث :
مالك الخولي

بضحكته الصفراء استقبل بشار الأسد رئيس النظام السوري، لاعبي المنتخب “الوطني” في صالة الفيحاء بدمشق “مكرّماً” إياهم بعد فشلهم بالتأهل إلى مونديال روسيا 2018.

يظهر الأسد في إحدى الصور متصدراً لاعبي المنتخب وهم يرفعون أصابع النصر، أي نصر حققه هؤلاء وقد وضعوا أيديهم بأيدي القاتل الأكبر؟ أي إنجاز استوجب حضورهم ليدوسوا على جروح ذويهم وكرامتهم؟

بيديه الملطختين بالدماء، يمهر الأسد صدور اللاعبين بتوقيعه، في صورة أخرى، تكريماً لحملهم رسالته ورفع علمه مرة أخرى، ويتناسى هؤلاء “الرياضيون” رفقائهم القابعين في سجون مستضيفهم، ومن لفظوا أرواحهم معَذّبين في سجون أجهزته الأمنية.

ينسب بشار، الفضل في إنجازات المنتخب إلى إنجازات جيشه متعدد الجنسيات، ويصفه بالرديف له، وهو صادق، فالتصفيق للقاتل والتسويق له جريمة لا تقل بشاعة عن القتل، وفي سوريا اعتدنا أن كل المؤسسات والنقابات وأجهزة الدولة -إذا جاز التعبير- تدور حول فلك رأس النظام، ومهمتها واحدة، الحفاظ على كرسيه.

مؤخراً، شهد الشارع السوري جدلاً واسعاً حول المنتخب، حيث دعا مؤيدو بشار الأسد وفئة من “المحايدين” أو من يطلق عليهم “الرماديون” لضرورة “فصل الرياضة عن السياسة” والوقوف مع المنتخب أثناء مباريات التأهل لكأس العالم، لكن تلك الدعوات قوبلت بالرفض من قبل فئات كبيرة من الشعب السوري الذين قتل الأسد ومليشياته ذويهم ودمّر بيوتهم وشرّدهم في أصقاع الأرض، معتبرين أن النظام يحاول تحقيق مكاسب سياسية من وراء تلك الدعوات.

ولعلّ أبرز من تعرضوا للانتقادات اللاذعة كان “فراس الخطيب” ابن محافظة حمص التي دمر “قائده” أغلب أحياء مدينتها وبلداتها، وشرد معظم أهله -أي الخطيب- الذي كان قد صرح في وقت سابق أنه لن يلعب في صفوف المنتخب طالما هناك مدفع يقصف أي مكان في سوريا، لكنه تراجع عن تصريحاته بعد عودته للمنتخب وظهوره بجانب محافظ حمص، طلال البرازي، مدعياً أن وسائل الإعلام شوهت الحقائق عبر استخدامها التضليل الإعلامي، ودعا الشباب خارج سوريا للعودة إلى “حضن الوطن”.

وكان لعمر السومة، ابن دير الزور، نصيب كبير من الانتقادات، حيث قرر العودة لصفوف “منتخب البراميل” في الوقت الذي كانت طائرات “سيّده” والحلفاء تقتل وتشرد ما تبقى من أهالي المحافظة التي تشهد مجازراً ونزوحاً جماعياً بشكل يومي.

ظهور بشار الأسد برفقة لاعبي المنتخب، وتصريحات لاعبي المنتخب الذين ما انفكوا طوال الفترة الماضية يشيدون بإنجازات قيادته “الحكيمة”، يثبت أن هذا المنتخب لا يمثل السوريين ولا يمت بصلة للأخلاق الرياضية، إنما كان أداة رخيصة استخدمها النظام لرفع علمه والترويج لحضوره في المحافل الدولية الغائب عنها منذ سنوات.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل