الغوطة الشرقية – وسيم الخطيب – حرية برس:
أربع وتلاثون يوماً كانت كفيلة بهلاك الطفلة “سحر ضفدع” من مدينة كفربطنا، إحدى بلدات الغوطة الشرقية المحاصرة، بسبب سوء التغذية كما أشار الأطباء، وحتى الصورة التي ظهرت بها وهي عبارة عن هيكل عظمي لا يستطيع حتى التنفس.
“سحر” حالة من مئات الحالات المتواجدة في الغوطة الشرقية، جلّهم من الأطفال في أعمار صغيرة لا تتجاوز الثمانية سنوات، دون اهتمام أي مراقب أو مسؤول يراعي الكارثة الحقيقية التي يتعرضون لها منذ بدء حصار الغوطة عام 2013.
نقصٌ حاد في المواد الغذائية التي تعتبر من ضروريات الحياة خصوصاً تلك التي تحوي مادة الكلس، البيض والبطاطا باتا حلماً نصب أعين الأطفال، لتعطيهم حيوية قليلة وجسداً يواجه الحرب المفروضة، وفي المقابل هناك الفقرة الأضعف وهي النقص الأكبر في المستلزمات الطبية والكوادر أيضاً، مما يجعل من الأمر أكثر صعوبةً في إنقاذ حياة الآلاف من المحاصرين في ظل عدم القدرة على تقديم أي مساعدة لنجاتهم.
كل ذلك يعود للمرحلة العسكرية والسياسية التي تخضع لها الغوطة من ضغوطات وتصعيد عسكري ممنهج في الآونة الأخيرة، ليُكمل الحصار قتل 350 ألف محاصر من المدنيين، وسط تجاهل كبير من المنظمات والهيئات الإنسانية الدولية وفي مقدمتها الهلال الأحمر السوري وغيرها ممن يدعون رعاية حقوق الإنسان، هتافات كثيرة ومناشدات صدحت من حناجر بصوت عالي جداً دون مجيب أو من ينظر للحالة الصعبة التي تمر بها الغوطة.
غلاء الأسعار وانتشار البطالة من أهم أسباب الضعف التي تعج في صدر كل محاصر، والذي لا يستطيع العودة بكسرة خبز لأطفاله لعدم توفر العمل أو المردود اليومي، مما يرفع نسبة النقص الغذائي الحاد ويخلف أمراض خطيرة جداً لا يتوفر لها حتى العلاج الإسعافي.
معاناة واضحة وحقيقية والغوطة تنزلق لكارثة يندى لها الجبين بكل ماتعنيه الكلمة، فالبداية كانت طفلة صغيرة وخلفها سيكون المئات من الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة، وغيرهم من البالغين الذين يحملون مرض “السرطان” القاتل وغيرهم من المصابين إصابة حرب، ولا حياة لمن تنادي معاناة مستمرة ولا رقيب يشعر بأنين الموجوعين والجائعين تحت وطأة ظلام الحقد الطائفي الذي كرّسه نظام الأسد.
Sorry Comments are closed