سوريا… هذا هو اسمها

سمر بدر9 أكتوبر 2017آخر تحديث :
سمر بدر
سوريا – سيدة دير الزور الطيبة الشهيدة – عدسة محمد الحامد

سوريا.. هذا هو اسمها.. سيدة من دير الزور المنكوبة بإقصائها ونسيانها وقصفها والموت الجاثم فوق صدر ترابها منذ اختارتها الجغرافيا لتكون ملكة الخير والصحراء والموت.

سوريا.. كل من كان يعرف اسمها كان يضحك على ذاك الإسم وهي التي تردد بصوت عالٍ: “اسمي سوريا.. لأنني جميلة مثل سوريا”.

في الحرب أيضاً ازدادت جمالاً رغم الأسى.. رفضت الخروج من مدينتها دير الزور كمثل كثيرات من سيدات تلك المدينة المنسية في ظل نظام لم يقدم لدير الزور العامرة بمواسم الخير .. إلا قذائفه الحاقدة!

سوريا.. تلك الجميلة التي لم تضع مساحيق التجميل يوماً .. ربما.. كانت بهية الطلة بوجه أبنائها الذين لم تنجبهم..

أبناؤها كانوا في كل بيت في دير الزور، وسوريا تتأمل وجوه من بقي منهم في شوارع المدينة وتمنحهم الابتسامة من وجهها الطيب في كل مرة تخرج فيها من بيتها لتأخذ حصتها وحصة شقيقتها المقيمة معها من الطعام من أحد المطابخ الخيرية، وتعود وهي تحمل ما تيسر لها من “كرتون” مهترئ تقاوم بناره البرد .. والحرب.

على هذه الحال بقيت هذه المرأة أشهراً كما لو أنها عمرٌ كاملٌ من المكابدات، تمشي تحت الشمس، أو المطر، ولا تشتكي ولا تبكي.. تواجه الموت كل مرة .. وتهزمه .. حتى جاء موعد هزيمتها أمامه.

ماتت سوريا بقذيفة مقصودة من نظام الأسد استهدفت منزلها.. مقصودة لأن كل قذيفة كانت تقصد قتل سوريا.

ماتت سوريا.. ومنذ ذلك الحين تموت “دير الزور” كل يوم ألف مرة .. وما زالت تكابد الحلم.. حلم قيامتها من جديد!

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل