انتشرت تجارة الألبسة الأوروبية المستعملة “البالة” (البضائع المرصوصة والمضغوطة التي تباع حسب الوزنِ الكلي ) بشكل كبير في سوريا، بعد أن كانت ضعيفة بسبب توافر الألبسة الجديدة المحلية وقوة صناعتها وجودتها لاسيما في مدينة حلب.
فقد أوجدت تجارة “البالة” لنفسها مكاناً في أسواق سوريا ، لتحلّ بشكل كبير بديلا ً عن تجارة الألبسة الجديدة عند قسم كبير من الأهالي ، نتيجة ارتفاع أسعارها، ودمار المدن الصناعية وإيقاف المعامل بسبب القصف العنيف الذي جعل من مدينة حلب الأولى صناعياً رماداً، بالإضافة إلى سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب السوري الذي سببه القصف والحصار طوال الستة أعوام.
فمحافظة إدلب شمال سوريا، والحدودية مع تركيا، تحولت إلى استيراد الألبسة الأوروبية المستعملة، كبديل للألبسة الجديدة، نظراً إلى مايعانيه أهلها من فقر الحال وعد القدرة على شراء الألبسة الجديدة القادمة أيضاً من تركيا.
أبو فيصل تاجر يعمل في هذا المجال منذ أكثر من 10 سنوات يقول : كان لدي محل في مدينة حلب و الآن أعمل في محافظة إدلب ، سابقا كان للبالة زبائن مخصصون من كافة أطياف المجتمع فالبالة ليست كما يعتقد البعض أنها بالية ومهترئة بالعكس تماماً، فهي تحتوي على أفضل أنواع الملابس ومن صنع أفضل الشركات والماركات و أغلب القطع فيها استخدمت عدة مرات أو لم تستخدم أبداً ، لذلك كان للبالة زبائن خاصة ، أما الآن في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي يعيشها السوري فيجد أن البالة كرت نجاة من أسواق الألبسة الجديدة التي باتت تعاني من غلاء الأسعار وقلة البضائع ،
ويضيف أصبح السوق ينقسم لقسمين قسم للبالة و قسم للألبسة الجديدة بنطال جينز جديد متوسط الجودة 7000/بالة 2000 حذاء رجالي متوسط الجودة 10000/بالة 3500 كنزة شتوية صوف 6000/بالة 1500.
وقالت السيدة أم جهاد: أصبحت البالات هي ملاذنا من غلاء أسعار الملابس الجديدة ، فلم تعد الإمكانيات جيدة لنشتري ملابس جديدة في ظل الأوضاع التي نعيشها وخاصة أن أفراد أسرتي 6 ونحن مقبلون لموسم الشتاء ونحتاج للكثير من الملابس فكانت أسعار البالة تناسب وضعنا ووضع الكثير من العائلات فإن فكرت ان اشتري ملابس جديدة لاولادي سأحتاج ما يزيد عن 200 الف ليرة سورية اما في البالة ف50 الف تكفيني .
ويقول السيد أبو جابر : أنا معتاد على شراء الملابس من البالة حيث أجد فيها قطعا جديدة وفي أغلب الأحيان تكون غير مستعملة ومن أجود أنواع الماركات الأجنبية، بالإضافة لسعرها المناسب الذي يعتبر جيدا بالنسبة للوضع القاسي الذي نعيشه .
يُشار إلى أن إقبال السوريين على شراء الألبسة المستعملة لم يقتصر فقط على محافظة إدلب، بل في عدة محافظات أخرى، وذلك كبديل للألبسة الجديدة ذات الجودة المنخفضة والأسعار الغالية، والتي لاتتناسب ودخل المواطن السوري.
عذراً التعليقات مغلقة