أُقيم يوم الإثنين حفل تخريج الدفعة الأولى من طلاب كلية “البشائر” في مدينة المسيفرة شرقي درعا، بحضور عدد من الفعاليات الثورية والكوادر التعليمية في المحافظة.
وضمت الدفعة الأولى من الخريجين 75 طالب وطالبة، تختلف أوضاعهم بين حاصلين على الشهادة الثانوية حديثاً وآخرين لم يتمكنوا من متابعة دراستهم الجامعية بسبب الحرب والملاحقة الأمنية من قبل النظام وأجهزته القمعية، وحضر حفل التخريج كل من نقيب المعلمين الأحرار ومعاون وزير المالية في الحكومة السورية المؤقتة.
وتضم الكلية معهداً لإعداد المعلمين يقوم بتدريس ستة اختصاصات مختلفة وهي: معلم صف، العلوم الطبيعية، الرياضيات، الشريعة، اللغة العربية واللغة الإنجليزية، وقد عمل طوال العامين الماضيين على تأهيل طلاب الدفعة الأولى ليتم تعيينهم في المدارس ضمن المناطق المحررة في محافظة درعا، حيث فقدت البلاد جزءاً كبيراً من كوادرها التعليمية بين ضحايا ولاجئين في الدول المختلفة وآخرين دفعتهم الظروف الاقتصادية وشح الموارد المالية في المدارس إلى ترك قطاع التعليم والعمل في مجالات أخرى.
واعتبر الأستاذ “محمد السليمان” من كلية البشائر في حوار مع حرية برس أن الخطوة تأتي بغية رفد المجتع التعليمي بكادر يسد النقص الكبير الذي أصابه. وأشار أ. محمد أنه تم تكريم عدد من الطلاب المتفوقين أي الطالبين الحائزين على أعلى تقدير علمي من كل اختصاص، بالإضافة إلى طالبتين من زوجات الشهداء تقديراً لإرادتيهما في متابعة التعليم العالي بالرغم من المصاعب الكثيرة”.
وعن التحديات التي تواجه قطاع التعليم العالي يقول أ. سلمان أن انقطاع الطلاب عن الدراسة لفترة طويلة أدى إلى بذل جهود مضاعفة لمواكبة السوية العلمية بالمعهد، كما أن الفوضى الحاصلة بالمناطق المحررة تحتاج بذل جهد أكبر لإقناع الطلاب بضرورة الالتحاق بالدراسة لمواكبة حاجة المجتمع إلى التعليم، فضلاً عن الأعباء المالية على الطلاب والمدرسين في ظل تردي الأوضاع المعيشية.
وتعتبر “كلية البشائر” أول خطوة على صعيد التعليم العالي في المناطق المحررة بمحافظة درعا جنوبي سوريا، حيث تم افتتاح كلية البشائر الشرقية في بلدة المسيفرة بريف درعا الشرقي وكلية البشائر الغربية في مدينة نوى بريف درعا الغربي.
يذكر أن الجنوب السوري شهد عدة محاولات حثيثة للنهوض بالتعليم العالي وإتاحة الفرصة للطلاب الجامعيين بمتابعة تعليمهم العالي، أهمها كلية البشائر بريفي درعا الشرقي والغربي، وكلية المزيريب التابعة لجامعة حلب الحرة والتي تضم عدداً واسعاً من الاختصاصات كالطب البشري والهندسة الزراعية والعلوم وغيرها من التخصصات، بالإضافة إلى كلية التمريض التي أُنشأت في مدينة نصيب.
عذراً التعليقات مغلقة