حلب – حرية برس:
تناغم وانسجام ملفتان للنظر بين الازدياد المضطرد لصور بشار الأسد وأكوام القمامة التي تتكدس في شوارع وعلى أرصفة وحول مستديرات وفي ساحات مدينة حلب!
أبو كامل السلقيني، صاحب ورشة خياطة في المدينة يقول لمراسل “حرية برس”: كل يوم نستقيظ على صورة جديدة لبشار الأسد معلقة على واجهة إحدى العمارات، حتى باتت أعداد صوره أكثر من عدد الأبنية”.
ويجيب أبو كامل عن سؤال مراسلنا، إن كانت جهات حكومية هي من يعلق صور بشار الأسد، فيقول: “تعليق الصور في معظم الحالات يتم يتوجيه من عناصر الأمن والشبيحة لأصحاب المحلات والمكاتب والورشات الخاصة، وفي حالات أخرى يتم ذلك في محاولة من بعض الأهالي لاتقاء شر عناصر المخبرات والشبيحة، وفي حالات يحصل ذلك لأن مواطن ما يريد إخفاء مخالفة قانونية، مثل استجرار الكهرباء بشكل غير مشروع أو إشادة بناء دون ترخيص”.
قرب جسر الحج الذي يقع بين حي الشيخ سعيد وحي السكري رصد صورة معلقة لبشار الأسد لا تبعد كثيراً عن موقع تتقاطر إليه بشكل متواتر آليات النظافة التابعة لبلدية حلب لتفرغ أكواماً من القمامة في مكان مكتظ دائما بالمارة.
وهذا الموقع شهد عدة مجازر لطيران الأسد وطائرات بوتين بحق المدنيين عندما كانت هذه المنطقة تحت سيطرة الثوار، وما زال ركام الدمار الناتج عن القصف الهمجي لقوات الأسد والطائرات الروسية شاهداً ليس على إجرام القصف فحسب، بل على تقاعس البلدية عن ترحيل أكوام الركام، وكأن الأمر مقصود لمعاقبة سكان هذه المنطقة الذين انحازوا للثورة.
وفي شوارع حي كرم النزهة وحي قاضي عسكر والشعار وكرم البيك والمواصلات تتراكم أكوام القمامة، وأكثر المشاهد المؤذية للبصر والموجعة بحق كانت في تكدس القمامة في محيط مدرسة عبد القادر أسود في حي القاطرجي، وبجانب المستشفى الجراحي في قاضي عسكر، لكن المعنيين في مجلس مدينة حلب لم ينسوا أن يعلقوا عشرات الصور لبشار الأسد على جدران المدرسة والمستشفى!
ورغم مئات الشكاوى التي يتقدم بها سكان مدينة حلب للجهات المعنية بنظافة المدينة، إلا أن الجولات الميدانية التي يقوم بها المسؤولون تبدو معنية باللافتات التي تحيي الأسد وجيش الأسد وبرفع المزيد من أعلام النظام وصور رئيس النظام.
ويقول (أحمد م) أحد موظفي مجلس مدينة حلب لمراسل “حرية برس”: مجلس المدينة يعلق فشله وإهماله في تنظيف حلب من القمامة على شماعة نقص المعدات وعمال النظافة، وهذا كذب وتضليل، فقد ساهمت منظمات دولية كثيرة في دعم البلدية ومنها “اليونيسيف” التي قدمت منحة مالية كبيرة من أجل في حل مشكلة القمامة وساعدت في تعيين عدد من العمال ودفع رواتبهم”.
ويضيف أحمد: “في الدورة الأخيرة لمجلس المدينة حلب التي عقدت اجتماعاتها في القصر البلدي، كان على جدول أعمال مجلس المدينة تقارير من المكتب التنفيذي تتعلق بالواقع الخدمي للمدينة وأبدى محافظ حلب حسين دياب استياءه من واقع النظافة في المدينة، لكن كل هذه الاجتماعات وما نتج عنها من قرارات ذهب أدراج الرياح، وازدادت القمامة في الشوارع، وزادت أيضاً أعداد صور بشار الأسد”.
ويتساءل أحمد” “هل يعاقبون أهالي حلب بالقمامة وصور بشار الأسد؟”.
Sorry Comments are closed