أطلق تنظيم “داعش” أول أمس الخميس، تسجيلاً صوتياً لزعيمها أبو بكر البغدادي هو الأول منذ 10 أشهر . ويقدّم التسجيل أدلة تشير إلى أن ادعاءات روسيا و إيران بمقتله في جوية في مايو/أيار الماضي غير صحيحة.
وكان من المعروف أن البغدادي قد أُصيب بجروح خطيرة في غارة جوية قرب “شرقات” في العراق في أواخر شباط/فبراير 2015، و أمضى بعد ذلك أشهر في العلاج. وقد شوهد عدة مرات في بلدة البوكمال الحدودية، في الآونة الأخيرة في أوائل تشرين أول/ أكتوبر 2016 وفقاً لمصادر “غارديان”.
وقد كان مكان وجود البغدادي موضع تكهنات مكثفة على مدى السنوات الماضية، التي اجتاحت داعش خلالها أجزاء كبيرة من العراق و سوريا، إلا أنه ظهر مرة واحدة فقط للعلن في 14 تموز/يوليو عندما صعد لمنبر المسجد الكبير في الموصل ليطرح نفسه كزعيم جديد للخلافة.
وقد تحدث البغدادي في التسجيل عن معركة الموصل التي أطاحت بداعش في آب/أغسطس الماضي بعد قرابة 10 أشهر من القتال. كما أشار إلى معارك حماة في سوريا حيث قامت الميليشيات التي تقودها إيران بطرد داعش من معظم معاقلها في الريف إلى شرقي المدينة.
كما تحدث أيضاً عن كل من التهديدات التي وجهتها كوريا الشمالية لأميركا على أثر نشاطها النووي، بالإضافة للسيطرة الروسية على محادثات السلام في أستانا بين المعارضة والنظام السوري.
وقد تصدرت كلا المسألتين العناوين خلال العام، إلا أن أزمة كوريا الشمالية ذاع صيتها بشكل واسع في الأسابيع الأخيرة. ومن الواضح أن الخطاب قد ظهر ليعطي بعض التعليمات لأتباع داعش في الخلافة التي بدأت بالتلاشي ، فقد جث المقاتلين على تكثيف الهجمات على “مراكز الإعلام التابعة للكفار ، بالإضافة لمراكز الحرب الأيديولوجية التابعة لهم” في إشارة واضحة إلى المنظمات الإعلامية.
وفي حديث له مع راديو “BBC” قال “تشارلي وينتر” محلل في المركز الدولي لدراسة التطرف : “إنه شخصية رمزية ولذلك فهو مهم ، لكن التنظيم على مدى السنوات القليلة الماضية قد زرع فكرة عبادة مؤسسة الخلافة بدلاً من عبادة شخصية كالبغدادي ، وحتى لو مضى في حال سبيله ، فإن المنظمة باقية وسيعينون خليفة آخر” .
لم تتأكد المخابرات الأمريكية بعد من التسجيل، بيد أن وزارة الدفاع قالت يوم الخميس بأنه لا يوجد سبب يدعو للشك. وفي حين أن خطاب البغدادي سيعزز الروح المعنوية لمقاتلي داعش على المدى القصير، إلا أنه لن يفعل شيئاً يُذكر لتغيير حقيقة أن داعش التي كانت في أحد الأيام عاصمة الخلافة قد هُزمت بالكامل.
عذراً التعليقات مغلقة