أعلن الجيش الأمريكي الثلاثاء الماضي أنه قد أغلق موقعاً عسكرياً في جنوب شرق سوريا في الأيام الأخيرة، وقد تنازل بالفعل عن الأراضي للميليشيات المدعومة من إيران.
ويبدو أن قرار إخلاء النقطة العسكرية “الزكف” -وهي عبارة عن مجمع صغير على بعد أميال من الحدود السورية العراقية- يمثّل اعترافاً ضمنياً بأن القوات المدعومة من الولايات المتحدة ستصبح الآن في وضع صعب على نحو متزايد لاستعادة المدن الحدودية الاستراتيجية حيث شُوهد كبار قادة الدولة الإسلامية في الأشهر الأخيرة.
وعلى الرغم من أن القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة والميليشيات التي تدعمها إيران تقاتل الدولة الإسلامية، إلا أنها تتنافس أيضاً على أجزاء من سوريا بما في ذلك ديرالزور.
كما يمكن أن يضع إغلاق هذه النقطة المزيد من الأراضي السورية تحت سيطرة الميليشيات الشيعية التي ترعاها إيران. وقد جاءت القوات الموالية للحكومة السورية -المجهزة بمركبات مدرعة وشاحنات صغيرة قريبة من المقاتلين السوريين المدعومين من الولايات المتحدة خلال الصيف، و أدى قربها إلى وقوع حوادث متعددة شملت مهاجمة سلاح الجو الأمريكي للميليشيات الشيعية وإسقاط طائرتين إيرانيتين بلا طيار، إحداها وقعت بالقرب من قاعدة “الزكف”.
وقال الكولونيل “ريان ديلون” المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في المنطقة : “إن قرار إقامة وإغلاق القواعد المؤقتة تحدده المتطلبات العملياتية والتقدم الذي تحققه الحملة “.
و أضاف: “لقد أنشأ التحالف وأغلق العديد من القواعد في جميع أنحاء سوريا والعراق، على النحو الذي يتطلبه الوضع العملياتي من أجل ضمان الدعم الفعّال لقواتنا الشريكة”.
وقد أفضت التطورات الأخيرة التي حققتها القوات الموالية للرئيس السوري إلى القضاء على الآمال في أي هجوم نوعي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ولكن انسحاب قوات التحالف يمكن أن يكون له الآن عواقب غير مقصودة في أماكن أخرى في الإقليم الصحراوي، بما في ذلك إزالة الحماية التي قدمتها لعشرات الآلاف من المدنيين بالقرب من مخيم النزوح.
ومن غير الواضح ما إذا كان إغلاق مستوطنة “زكاف” نتيجة لاتفاق وقف إطلاق النار في أجزاء من سوريا الذي تمّ التوصل إليه في تموز/يوليو من قبل كل من روسيا والولايات المتحدة والأردن ، أو من خلال مباحثات أخرى لم يتم الإفصاح عنها.
وقد توقف الهجوم وفشل في نهاية المطاف، مما أجبر المقاتلين السوريين على التراجع عبر الصحراء إلى التنف، و قد غيّر الجيش السوري الجديد اسمه منذ خسارتهم، وتم إعادة تجهيزه وتدريبه من قبل قوات العمليات الخاصة البريطانية والأمريكية ، وبدأ بهدوء بالعودة نحو البوكمال.
ولاتزال المجموعة التابعة للولايات المتحدة -المعروفة باسم قوات سوريا الديمقراطية أو قوات الدفاع الذاتي- تحقق مكاسب في وادي نهر الفرات الشمالي و الرقة. وقد تمّ استعادة ما يقارب 70% من المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي الأسبوع الماضي اتهم البنتاغون روسيا بقصف قوات سوريا الديمقراطية، وفي حين لم تحمل روسيا على عاتقها المسؤولية عن الهجوم، فقد تحدث رئيس الأركان المشتركة الجنرال “جوزيف ف. دونفورد” مع نظيره الروسي يوم السبت، ووافق على إجراء مناقشات عسكرية أكثر لضمان تجنب اصطدام المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة مع القوات السورية والروسية في المنطقة المزدحمة على نحو متزايد.
Sorry Comments are closed