قطعت قوات الأسد الكهرباء عن ريف حمص الشمالي بالكامل منذ 4 سنوات ،وفرضت حصارًا من جميع الجهات.
ونظرًا للحاجة الكبيرة للكهرباء في الإستخدامات اليومية للسكّان،بدأ السكّان بالتفكير لإيجاد بدائل عن الكهرباء المقدّمة من مناطق سيطرة قوات الأسد،فكانت تجربتهم الأولى بصناعة مراوح من الحديد والصاج تعمل على طاقة الرياح لتوليد الكهرباء،نجحت التجربة لكن في أوقات محددة من السنة كون المراوح المصنّعة محليًا بطرق بدائية وأن الريّاح يتغير إتجاهها في كل فصل من فصول السنة.
وبسبب عدم استدامة توفير الكهرباء من خلال المراوح الهوائية والتكلفة الباهضة لمولدّات توليد الكهرباء تعمل على الديزل، كان البديل هو الطاقة الشمسية.
منذ مطلع عام 2016 بدأ سكان ريف حمص الشمالي بإدخال خدمة الألواح الشمسية لتوفير الكهرباء تدريجيًا إلى مناطقهم، ومع نجاح تجربتها إنتشرت الألواح الشمسية في معظم المناطق،وأصبحت المصدر الرئيس لتوليد الكهرباء.
قال أبو محمد من سكان مدينة تلبيسة لمراسل “حرية برس”: “لم أعد بحاجة لكهرباء الأسد، حتى وإن عادت للعمل”،ويستخدم أبو محمد الألواح الشمسية لتوفير احتياجاته المنزلية من الكهرباء، وقال أبو محمد إن” أهم شيء جعلني أستخدم ألواح الطاقة الشمسية هو حاجتنا للكهرباء باستخراج المياه من جوف الارض، حيث كانت تكلفة استخراج المياه تصل ل 8000 آلاف ل.س مايعادل “19” دولار شهريا، وهذا مبلغ كبير مقارنة بالحياة القاسية التي نعيشها مع فرض الحصار على ريف حمص الشمالي ومنع كامل الخدمات عنه،أمّا الآن لاأحتاج لدفع أموال لتوفير الكهرباء وتعبئة خزانات المياه وسقاية الحديقة في المنزل.
وعن أسعار ألواح الطاقة الشمسية وطريقة عملها، إلتقى مراسل “حرية برس” أبو عامر صاحب محل لبيع الألواح وقال أبو عامر :”إن سعر اللوح الواحد يتراوح بين 65و 100 دولارًا أمريكيًا، ويوّلد اللوح الواحد من الكهرباء المستمرة (12 فولت بقوة 7 أمبير)، بينما تولّد الألواح المزدوجة كهرباءً تصل إلى 24 فولت بقوة 15 أمبير، بسعر يقارب 130 – 190 دولارًا أمريكيًا. ويضيف أبو عامر أنه يبيع أكثر من 20 لوحًا كل شهر وازداد الإقبال على الشراء في الفترة الأخيرة.
وقال عبد الرحمن ” مساعد مهندس كهربائي” لمراسل حرية برس: ، الطاقة الشمسية من أقوى مصادر الطاقة على الأرض، وإذا استطعنا تأمين عددًا كافيًا من الألواح لكل منزل ، فإننا نستطيع فعلًا الإكتفاء الذاتي من الكهرباء بشكل كامل”.
إحدى النجاحات التي حققها الإعتماد على الطاقة الشمسية.
صلاح أبو عمر ” أحد سكان قرية السعن شمال حمص ، تحدث لمراسل “حرية برس”عن نجاح مشروع زراعي بواسطة ألواح الطاقة الشمسية،” اشتريت 15 من ألواح الطاقة الشمسية، و4 بطّاريات كبيرة، ومحول كهربائي من 12 – 220 فولت، لتشغيل محرك سحب المياه (الغطاسة )، وزرعت دونم من الخضار الصيفة التي عادت علي بالنفع الكبير لي ولعائلتي، ولم أعد أشتري الخضار بل على العكس ،بينما كنت مستهلك، الآن أصبحت منتج للخضار، كثير من السكان لايملكون المال لشراء هذه الألواح حيث أن استحدام ألواح الطاقة الشمسية لا يقتصر على ثمنها ، فهناك ثمن البطارية وأنفيرتر (رافع الجهد) ما يعني دفع قرابة 500 دولار تقريبًا تكفي لإضاءة منزل واحد فقط.
وأضاف أبو عامر أن سلبيات ألواح الطاقة الشمسية هو في حال تعرضها لأي رصاصة أو شظايا القذائف التي تطلقها قوات الأسد تجلع الألواح هباءً منثورا ،كما أن البطارية تحتاج إلى الصيانة بين حين وآخر .
وتعاني مناطق ريف حمص الشمالي من حصار شبه كامل منذ أكثر من 4 أعوام، تفرضه قوات الأسد وتمنع عنه الكهرباء والمياه والغذاء والدواء.
عذراً التعليقات مغلقة