أعرب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، اليوم الأحد، عن استعداده لفك التحالف مع جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في حال استمرت الخلافات معهم، داعيا في الوقت ذاته، أنصار حزبه (المؤتمر الشعبي العام) إلى الابتعاد عن محاولات جرهم إلى العنف.
وأقر صالح، في كلمة نقلها موقع “المؤتمر نت” الناطق بلسانه حزبه، بوجود خلافات عميقة تجمع حزبه مع حلفائه، داعيا العقلاء والشخصيات السياسية لإزالة “سوء الفهم” والابتعاد عن التوتر الذي لا يخدم إلا دول “العداون” (التحالف العربي) ومن يقف معها.
وقال مخاطبا الحوثيين، “تريدون أن نبقى معكم في الشراكة بإدارة البلاد في إطار لا ضرر ولا ضرار وفي إطار الدستور والقانون، فمرحبا بكم على العين والرأس”.
وأضاف: “إذا أردتم العودة للسلطة منفردين فعليكم إبلاغنا وسينسحب المؤتمر (حزب المؤتمر الشعبي العام) ولا يكون أي خلاف”.
وحول مؤشرات رفض “الحوثيين” لمهرجان يعتزم حزب “المؤتمر الشعبي” تنظيمه الخميس المقبل، في العاصمة اليمنية، شدد صالح على أن “صنعاء ملك للجميع، ومحاولات إحداث فوضى فيها، أبعد من عين الشمس”.
ويحكم “الحوثيون” قبضتهم على العاصمة اليمنية صنعاء منذ اجتياحها في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، وأثار المهرجان الذي سيقيمه حزب المؤتمر، في 24 أغسطس/ آب الجاري الريبة لديهم، ما جعلهم يدعون
إلى مهرجانات مضادة في مداخل صنعاء الرئيسية بنفس اليوم، في مؤشر إلى منع أنصار صالح من دخولها والوصول لمهرجان حزبهم.
ودعا صالح أنصاره إلى الابتعاد عن الاحتكاك ومحاولات جرهم إلى العنف، وذلك بعد تمزيق صور ولافتات كبرى له، ليل أمس السبت، كانت قد نصبت في “ميدان السبعين”، الذي سيحتضن مهرجان المؤتمر، بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيسه.
وقال إنه “لا يوجد لديه مشكلة في تمزيق الصور، وأنه ضد الخلاف بين حزب المؤتمر وجماعة الحوثي”، لافتا إلى أن مسيرة حزبه المرتقبة سلمية وليست موجهة ضد أحد، في إشارة إلى مخاوف “الحوثيين” منها.
وأظهرت صوراً التقطها نشطاء في حزب المؤتمر، ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض لوحات عملاقة تتضمن صورا لصالح وشعارات لحزبه، للتمزيق، مما أدى إلى تضررها بشكل كبير. واتهم نشطاء الحزب، الحوثيين، بتمزيق تلك اللوحات.
في السياق، أبدى الرئيس السابق، في كلمته اليوم، استغرابه من قيام “الحوثيين” بدعوة أنصارهم للاحتشاد في مداخل صنعاء بالتزامن مع فعالية حزب المؤتمر، متسائلا “هل ذلك لمنع المتوافدين من المحافظات والمديريات لعدم إحياء الفعاليات ؟”.
وشدد على أن حزبه ليس ضد أحد باستثناء “العدوان” (التحالف العربي) ومن يقف إلى جانبه ومن يحاول أن يفرق أو يصعد لخدمته.
ودعا من وصفهم بـ”العقلاء والفاضلين والمصلحين” في جماعة “الحوثيين”، إلى مشاركة حزبه في فعالية الخميس المقبل.
وفي تفصيله للخلافات مع جماعة “أنصار الله”، أوضح صالح أن حزبه اتفق مع “الحوثيين” على شراكة حقيقية في مواجهة “العدوان” وإدارة شؤون البلاد، إلا أن “اللجنة الثورية”، التابعة لجماعة “الحوثي”،
والذي تم الاتفاق على إنهاء عملها سابقا، هي من تسيطر ميدانيا على المجلس السياسي الأعلى (مسؤول عن إدارة شؤون مناطق سيطرة الحوثيين والقوات الموالية لصالح).
وأشار إلى أن أي قرارات تصدرها الحكومة (مشكلة بالمناصفة بين الحوثيين وصالح)، ليست متفقة مع “اللجنة الثورية” يتم إلغاؤها، قائلا:إن “هناك حكومة فوق الحكومة، وهي المكتب التنفيذي التابع لأنصار الله الحوثيين”.
وتأتي تصريحات الرئيس اليمني السابق، بعد ساعات من خطاب تصعيدي لزعيم “الحوثيين”، عبد الملك الحوثي، الذي هاجم فيه حزب صالح، وقال إن جماعته “تتلقى طعنات من الظهر”.
جدير بالذكر أن حزب المؤتمر تأسس في 24 أغسطس/آب 1982، على يد صالح، بعد 4 سنوات من تقلده حكم اليمن، وظل الحزب الحاكم طيلة العقود الماضية للبلاد حتى الإطاحة به عام 2011، في ثورة شعبية.
وجراء تحالف صالح مع الحوثيين، تم اقتحام العاصمة وعدد من المحافظات في 2014، انقسم الحزب إلى شقين، أحدهما يؤيد الشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الحزب وأمينه العام،
والآخر، وهو الفاعل بالساحة اليمنية، ما يزال يقوده علي عبد الله صالح.
ويشهد اليمن حربًا منذ أكثر من عامين بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي، وقوات صالح من جهة أخرى.
وخلّفت الحرب أوضاعاً إنسانية صعبة، فيما تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات.
ومنذ 26 مارس/آذار 2015، يشن التحالف العربي عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين وقوات صالح، استجابة لطلب الرئيس، عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكريًا، في محاولة لمنع سيطرة “الحوثي/صالح”
على كامل البلاد، بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى بقوة السلاح.
Sorry Comments are closed