لماذا ارتفعت أجور البيوت في درعا؟

فريق التحرير13 أغسطس 2017آخر تحديث :
الدمار الواسع في المنازل السكنية في درعا يقلل العرض ويتسبب في ارتفاع أجور البيوت – عدسة أكرم المليحان

تشهد إيجارات البيوت والشقق السكنية في محافظة درعا ارتفاعاً ملحوظاً وذلك رغم تحسن الظروف الأمنية في العديد من مناطق المحافظة.

وأشار “أبو عصام”، وهو أحد أصحاب المكاتب العقارية، إلى أن البيوت الفارغة في المناطق الآمنة في محافظة درعا، كانت في بداية الحرب السورية متاحة ومفتوحة مجاناً أمام النازحين، لافتاً إلى أنه كان من المعيب حسب العادات والتقاليد التي رافقت بدايات الثورة، إغلاق بيت أو تأجيره لنازح أو هارب من المناطق المشتعلة.

وأضاف أن “الكثير من الأسر استضافت الأسر النازحة وشاركتها رغيف الخبز ولقمة العيش، ولكن مع استمرار الحرب وطول أمدها، وتغير أحوال الناس وتبدل ظروفهم الاقتصادية، تغيرت بعض عادات الاستقبال وتحولت البيوت المجانية إلى بيوت مؤجرة بمبالغ رمزية”.

وتابع: “وأمام ازدياد صعوبة الأوضاع الاقتصادية، سرعان ما حلقت الأجور عالياً، لتصبح خياراً ما بين الدفع بالتي هي أحسن، أو ترك البيت المؤجر، لتضييق الأحوال من جديد في وجه النازحين، الذين يعانون أصلاً من قلة الإمكانات، بعد أن فقدوا منازلهم وأعمالهم ومصادر رزقهم ومدخراتهم”.

وأضاف أنه ورغم صعوبة الأحوال الاقتصادية وحاجة الأهالي إلى كل ليرة سورية، مازال هناك بعض الأسر تفتح منازلها الفارغة للنازحين دون مقابل، مؤكداً أنه لم يعد هناك منازل شاغرة في أي من القرى والبلدات الآمنة.

من جهته، قال أبو المجد، 45 عاماً، إنه نزح من مدينة نوى إلى إحدى قرى ريف درعا الغربي، بعد أن تعرضت مدينة نوى لقصف همجي من قبل قوات النظام، فاستأجر منزلاً بـ 7 آلاف ليرة سورية، لكن صاحبه بدأ كل فترة يرفع الإيجار، حتى وصل إلى 25 ألف ليرة سورية.

وأضاف أنه رغم عودة الوضع الطبيعي إلى مدينته، لكنه لم يستطع العودة إليها، لأن منزله فيها تعرض لدمار كبير، يصعب معه إعادة ترميمه في ظل ارتفاع أسعار مواد البناء، التي أصبح توفرها نادراً في المنطقة.

فيما أشار أبو عماد، 55 عاماً، وهو تاجر مواد بناء، إلى أن أسعار مواد البناء في مناطق درعا المحررة مرتفعة جداً، بسبب نقلها من أماكن بعيدة ودفع أجور نقل عالية وأتاوات عليها، لافتاً إلى أن سعر المتر من البحص يتجاوز 20 ألف ليرة سورية، ومثله متر الرمل، فيما وصل سعر طن الاسمنت إلى أكثر من 70 ألف ليرة سورية، وطن الحديد ما بين 300 و 325 ألف ليرة سورية، أما سعر بلوك البناء فأصبح ما بين 300 و 400 ليرة سورية.

وقال إن ارتفاع أسعار مواد البناء، وضعف إمكانيات الناس، أعاقا إجراء بعض الترميمات العادية للمنازل التي أصيبت بدمار جزئي، ما دفع بأصحابها إلى البقاء في الأماكن التي نزحوا إليها، رغم الظروف المادية الصعبة التي يعانون منها.

ويشير نذير الحسن، 40 عاماً، من سكان درعا البلد، إلى أن دماراً كبيراً حل بمنزله، وما تبقى سليماً من المنزل لا يستوعب كامل أسرته، إضافة إلى أن القذائف التي تعرضت لها المنطقة، أدت إلى زعزعة كامل البناء الذي لم يعد آمناً للسكن.

ولفت إلى أنه فضّل السكن بالأجرة في بيت في إحدى القرى الشرقية مقابل 20 ألف ليرة شهرياً، حتى تتحسن الأمور، لأنه لا يملك ثمن مواد الترميم، ولأن منزله يحتاج إلى دراسة فنية هندسية، للوقوف على صلاحيته للسكن، وقد يحتاج إلى إعادة بناء كاملة.

فيما أكد محمد القاسم، 48 عاماً، أنه يسكن في شقة في صيدا يدفع أجرها 100 دولار شهرياً، لافتاً إلى أن ابنه المغترب في دول الخليج يؤمن له ذلك من خلال حوالات شهرية.

وأضاف أن “معظم الأجور في بلدة صيدا في ريف درعا الشرقي وبعض البلدات المجاورة تدفع بالدولار، وبعقود شهرية، فيما الأجور كانت في الغرايا الشرقية والغربية رمزية ورخيصة نسبياً بسبب قربها من مناطق سيطرة قوات النظام وتعرضها للقصف أحياناً”.

ولفت إلى أنه حاول البحث عن بيوت أرخص أجراً في مناطق أخرى لكنه لم يجد بسبب عدد النازحين الكبير.

فيما أكد أبو عريب، وهو نازح من ريف درعا الغربي، أنه يدفع أجرة شقة مكونة من غرفتين ومنافع في حي الصحاري في درعا المحطة، 17 ألف ليرة سورية ما عدا المياه والكهرباء، مشيراً إلى أن أجور البيوت والشقق في مدينة درعا المحطة الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، تتراوح ما بين 15 ألف و 35 ألف ليرة سورية، وذلك تبعاً للحي أو المنطقة، حيث يعتبر حيا القصور والسبيل، أغلاها، فيما يختلف الأجر إذا كانت الشقة مفروشة.

من جهتها، أكدت أم سعيد، وهي أرملة وأم لأربعة أطفال أكبرهم 12 عاماً، أنها مازالت تسكن منذ سنتين في بيت لأحد المغتربين من قرى درعا الشرقية دون أي أجر، مشيرة إلى أن صاحب المنزل أمنها على منزله، وطلب منها العناية به وبالأشجار الموجودة في حديقة المنزل من تهوية وسقاية.

ولفتت إلى أنها بعد أن فقدت زوجها في معارك بلدة عتمان، أصبحت تعيش من مساعدات الجمعيات الخيرية وأهل الخير، الذين لم يقصروا في تأمين احتياجاتها، مشيرة إلى أنها لن تعود إلى بلدتها لأنه لم يعد لها منزل فيها، حيث دمرته قوات النظام، كما دمرت معظم منازل حارتها.

يشار إلى أن أغلب النازحين هم من المناطق والبلدات التي تعرضت إلى تدمير ممنهج على أيدي قوات النظام والميليشيات الحليفة، وهم من خربة غزالة والنعيمة وعتمان والشيخ مسكين، وأحياء درعا البلد وطريق السد ومخيم درعا، وبعض مناطق ريف درعا الغربي التي تعرضت للقصف والدمار أكثر من غيرها، هذا عدا عن النازحين من محافظات أخرى، والذين يعيش معظمهم في مخيمات النازحين.

المصدر اقتصاد
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل