ذكرت صحف إسرائيلية، اليوم الجمعة، أنّ “إسرائيل تتخوّف من قيام الولايات المتحدة بإهمال الترتيبات الأمنية في سورية بعد الانتصار على “داعش”، وترك الأمر لكل من روسيا وإيران، مما يعزز مخاوفها من احتمالات نشر قوات ومليشيات إيرانية، وأخرى موالية لطهران خاصة “حزب الله” اللبناني، جنوبي سورية، بحسب قولها.
وأشارت مصادر إسرائيلية مختلفة، إلى أنّ هذا الأمر دفع برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إلى إجراء الاتصال الهاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، في وقت تضغط المؤسسة الأمنية على الطرف الأميركي، لأخذ المصالح الإسرائيلية بعين الاعتبار، وتكثيف محاولات تكريس مناطق عازلة جنوبي سورية، تكون خالية من القوات الإيرانية أو تلك الموالية لطهران.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة “هآرتس”، إنّ التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، عن أنّ مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد يبقى رهيناً بالموقف الروسي، وأنّ أولويات الولايات المتحدة تتلخص في هزيمة “داعش”، بحسب مجلة “فورين بوليسي”، تثير قلقاً في تل أبيب وفي الرياض أيضاً، ومخاوف من أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب، قد تكتفي بهذا الأمر وتترك باقي الترتيبات لروسيا، والأخطر من ذلك لإيران.
في المقابل، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في سياق تقرير لها عن الاتصال الهاتفي، أمس الخميس، بين نتنياهو وبوتين، أنّ إسرائيل تضغط على الولايات المتحدة وروسيا لضمان تكريس مناطق منزوعة السلاح جنوبي سورية، لا يُسمح فيها بأي نشاط لـ”حزب الله” أو مليشيات موالية لطهران ولا لقوات إيرانية.
وأوردت الصحيفة، أنّ “مصدراً شرق أوسطياً” لم تسمه، كشف هذه التفاصيل، في حديث مع صحيفة “ذا تايمز” البريطانية. وبحسب التقرير فإنّ إسرائيل تتابع عن كثب المحادثات التي تجريها الولايات المتحدة وروسيا في عمّان، بشأن مستقبل جنوب سورية.
وكان الكرملين قد أوضح، أمس الخميس، أنّ الاتصال الهاتفي بين بوتين ونتنياهو، جاء بمبادرة من الأخير، وأنّ الرجلين تناولا خلاله الوضع في سورية، والتنسيق الإسرائيلي الروسي.
وأقرّت مصادر أمنية، أنّ نتنياهو سبق أن طرح موضوع المنطقة منزوعة السلاح جنوبي سورية، خلال المباحثات التي أجراها مع كل من ترامب وبوتين، موضحة أنّ الحديث يتعلّق بالمنطقة الممتدة على مساحة 50 كيلومتراً شرق الجولان من مدينة درعا ولغاية بلدة السويداء.
ولفتت “هآرتس”، إلى أن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت، أبلغ لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، قبل يومين، أنّ إبعاد إيران وتقليص نفوذها في “الدائرة الأولى” القريبة من إسرائيل يشكّل تحدياً لا يقل أهمية عن هزيمة “داعش”، وأنّه “بالنسبة لإسرائيل قد يكون أكثر أهمية”، إذ تخشى إسرائيل أن تدخل إيران لملء الفراغ الذي يخلفه الأميركيون على الحدود بين سورية والعراق، وأيضاً جنوب سورية.
وقالت “يديعوت أحرونوت”، إنّ الاتصالات، في هذا السياق، مستمرة بين الأردن وإسرائيل وروسيا والولايات المتحدة الأميركية، وتتعلّق بالأساس حول مسألة تقاسم مناطق النفوذ والمصالح، وترسيم مناطق منزوعة السلاح تخفّف من حدة القتال في سورية.
من جانبها، ذكرت “هآرتس”، أنّ إسرائيل أبدت تحفظاً على إشراف القوات الروسية وحدها على المناطق العازلة، أو المناطق منزوعة السلاح التي سيتم الاتفاق عليها.
ونقلت الصحيفة عن موظف إسرائيلي رفيع المستوى، أنّ الاتصالات بين إسرائيل والولايات المتحدة بهذا الخصوص، تتم بشكل مكثف وبسرية تامة، مشيرةً إلى أنّ الولايات المتحدة تنسّق مواقفها مع إسرائيل، وتقوم بعرض الموقف الإسرائيلي في الاتصالات مع روسيا والأطراف الدولية الأخرى.
وبحسب الصحيفة، فقد حدّدت إسرائيل مطالبها ورؤيتها للمناطق العازلة، خلال المحادثات التي أجرتها مؤخراً مع المبعوث الأميركي بيرت باكجورك، المسؤول في إدارة ترامب عن موضوع المناطق العازلة، والذي زار إسرائيل قبل أسبوعين، والتقى بالجهات الأمنية والسياسية رفيعة المستوى.
وحددت إسرائيل ثلاثة بنود أساسية:
الأول فصل كافة المداولات بشأن المناطق العازلة على الحدود مع إسرائيل والأردن، عن المفاوضات الجارية في أستانة بشأن سورية. كما أوضحت أنّها تعارض كل تدخل تركي وإيراني في تحديد المناطق العازلة جنوب سورية. وبحسب الصحيفة، فقد تبنّى الطرف الأميركي هذا المطلب الإسرائيلي كلياً، وفتح قناة محادثات منفصلة لهذا الموضوع مع كل من الأردن وروسيا.
البند الثاني: أوضحت إسرائيل أنّها معنية بأن يكون هدف المناطق العازلة، إبعاد إيران و”حزب الله” و”المليشيات الشيعية” عن خط الحدود مع إسرائيل والأردن.
البند الثالث: أنّ إسرائيل غير معنية بأن تتورط في الحرب الأهلية في سورية، ولذلك فهي لا تريد أن تأخذ “دوراً فعالاً”، أو “دور الشرطي”، في المناطق العازلة التي ستقام على مقربة من الحدود معها.
- المصدر: العربي الجديد
عذراً التعليقات مغلقة