زينة صبري – حرية برس
لم يغب مشهد الخطف عن الساحة السورية منذ بدأ الثورة وحتى الآن، المدنيون عامة، والناشطون الإعلاميون خاصة، فالعديد من الإعلامين تعرضوا لحالات خطف ممنهجة، بقصد إسكات هؤلاء خوفاً من سلاح الكلمة الذي لا يملكون غيره، أو بقصد الحصول على فدية مالية، ومنهم من أطلق صراحه، ومنهم من لايزال قيد الإخفاء القسري، مجهول المصير، ومنهم من تعرض للقتل المتعمّد، والتصفية الميدانية، فيما لا يزال الإفلات من العقاب لخاطفي الإعلاميين هو العنوان الأبرز لهذه الجرائم المتكررة.
الناشط الإعلامي “أبو محمد الحوراني” يروي لـ “حرية برس” محاولة اختطافه مرتين خلال شهر واحد قائلاً: تعرضت في اليومين الماضيين في الثاني من نيسان الجاري لمحاولة خطف، وقتل متعمّد من قبل عدة فصائل “متشددة”، حيث حصلت الحادثة معي أثناء قيامي بتغطية حملة لحليب الأطفال في مخيم لاجئين بمنطقة زيزون بريف درعا الغربي، وبعد انتهائي من عملي، وأنا خارج من المخيم تفاجأت برؤية مسلحين وقفوا أمامي، ولقموا السلاح وقالوا لي انزل قلت لهم من أنتم؟ قالوا لا تتكلم انزل، عندها حاولت الهرب، فوضعوا السلاح برأسي، وساقوني على دراجة نارية حيث وضعوني بين اثنين أحدهم وضع يده على وجهي -كدت أختنق-، ووضع سلاحه على رأسي وقال لي: ولا حرف وهددني بالقتل، ثم أخذوني إلى مقر، واتهموني بمبايعة “تنظيم الدولة” فأنكرت هذا الاتهام الباطل، لأنه ليس لي علاقة بأي فصيل ولا أنتمي لأحد، واستمر التحقيق لأكثر من ساعة حتى جاء شاب، وقام بتزكيتي لهم، وقال لهم أعرفه أكتر من نفسي ثم أطلقوا سراحي.
ويضيف “الحوراني” لـ”حرية برس”: عندما قلت لهم أصور الأوضاع الإنسانية لعنوني ولعنوا عملي، ثم جددوا تهديدهم بأنهم لو رأوني في الشارع سيطلقون عليّ النار، وأيضاً تعرضت لحادثة خطف مشابهة منذ شهر تقريباً وسلمني الله منها.
أيضاً في السابع والعشرين من مارس الماضي بمحافظة إدلب، حدثت حادثة مشابهة للصحفي “أحمد رسلان” أحد كوادر راديو فرش، حيث تعرض لخطف من قبل مجهولين ثم أطلقوا سراحه بعد احتجاز دام حوالي 12 ساعة، في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، وفق ما أعلن “راديو فريش” عن عائلة الصحفي المفرج عنه.
وبينما تمرّ بعض حوادث الخطف دون أذى أو أذية، بالمقتبل يكون لبعضها وقع مرٌ كطعم العلقم، فيغيّب المخطوفون أياماً وشهوراً وربما سنوات، كما حدث مع طاقم أورينت نيوز الذي اختفى في تل رفعت بريف بحلب منذ الخامس والعشرين من تموز 2013 وحتى اللحظة، والإعلامي عبد الوهاب الملا الذي خُطف من منزله في مدينة حلب منذ الثامن من تشرين الثاني 2013 و مصيرهم مجهول .
وما على جميع قادة الفصائل أن تفهمه أن مهنة الإعلام لا تقل أهمية عن باقي الأعمال الثورية بل لعلها الأهم بين مختلف الأنشطة الثورية، فلولا عدسات الناشطين وما ينقلونه لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لربما تمكن نظام الأسد من إخماد الثورة فور اشتعالها، ولما وصل صوت الشعب السوري لأحد، وما تمارسه بعض الفصائل من أفعال لا تحترم الاعلاميين ومحاربتهم بحجج واهية إنما هي – بقصد أو غير قصد – تدمير للحيوية الثورية وكلمة الحق التي لا نصر للثورة إلا بها.
Sorry Comments are closed