قال قائد الشرطة الاتحادية بالعراق الفريق رائد جودت إن قواته تطوق مقاتلي تنظيم الدولة “داعش” في منطقة صغيرة ما زالت بحوزتهم في الموصل القديمة حيث تستمر معارك عنيفة، وسط دمارهائل لحق بالمدينة، ونزوح مئات الآلاف من سكانها.
وأوضح في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء أن القوات المدعومة بغطاء جوي ومدفعي تخوض مواجهات “شرسة وباسلة” ضد مقاتلي داعش لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها في الموصل القديمة، وقال إن بضع عشرات من مقاتلي التنظيم مازالوا يتواجدون في مساحة لا تتجاوز 500 متر. وأضاف أن القضاء عليهم بات أمرا محسوما.
وأوضحت مصادر عسكرية أن قوات الشرطة تخوض مواجهات في شارعي النجفي وغازي والسوق الصغير، أما الفرقة 16 من الجيش فتخوض مواجهات في المحور الشمالي للمدينة القديمة وتحديدا في راس الكور ودكة بركة، وتحاول الوصول إلى ضفة نهر دجلة.
ومن الجهة الغربية تخوض قوات مكافحة الإرهاب مواجهات أخرى لتحرير ما تبقى من مناطق في هذا المحور، ومن بينها منطقتا الميدان والشهوان.
دمار هائل
وأظهرت صور وزعتها وسائل إعلام تابعة للقوات العراقية حجم الدمار الكبير الذي أصاب المدينة القديمة. كما أظهرت استمرار فرار العائلات من المناطق التي وصلت إليها القوات العراقية.
ونقل مراسل الجزيرة وليد إبراهيم عن مصادر في الموصل قولها إن المدينة القديمة للموصل تعرضت خلال مواجهات الأيام الماضية لدمار كبير جدا بسبب القصف وشدة المواجهات ما تسبب بهدم أحياء بكاملها إضافة إلى بناها التحتية والعديد من مبانيها التراثية التاريخية التي يبلغ عمر بعضها مئات السنين.
وكانت منظمات أممية ودولية ومحلية قد حذرت قبيل انطلاق المعارك في الموصل القديمة من المخاطر التي سيتعرض لها المدنيون المحاصرون في مناطقهم، وقالت ان أعدادهم قد تتجاوز مائة ألف مدني.
وقال نازحون فارون من مناطق القتال في المدينة القديمة للموصل إن القصف الجوي والمدفعي الذي تعرضت له مناطقهم كان سببا رئيسيا في إرغامهم على الهرب من منازلهم التي تعرض عدد كبير منها للدمار مما أدى إلى مقتل عائلات بأكملها تحت ركام المنازل.
ورغم تمكن القوات العراقية من استعادة معظم مناطق الموصل ما زال عدد من العائلات محاصرا في منازلهم ولم يتمكنوا من الفرار حتى الآن.
من جانبه قال رئيس الفريق المشترك لإغاثة وإيواء النازحين الفارين من مناطق القتال في مدينة الموصل الفريق باسم الطائي إن أعداد النازحين المدنيين الذي تمكنوا من الفرار من منازلهم بسبب القتال والقصف العنيف الذي شهدته الموصل منذ نحو تسعة أشهر بلغ 964 ألف نازح.
وأضاف الطائي ان 216 ألف نازح تمت اعادتهم وان أعداد النازحين بدأت بالتناقص في الأيام الأخيرة
النصر النهائي
في وقت سابق، قال وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي إن أياما قليلة جدا تفصل القوات العراقية عن إعلان “النصر النهائي” في كامل مدينة الموصل.
وأضاف أثناء زيارته لمنطقة العمليات بالموصل أن القوات العراقية بمختلف تشكيلاتها تقاتل في المدينة القديمة بنسق واحد، وأنها تشكل ضغطا كبيرا على من تبقى من مقاتلي تنظيم الدولة في هذه المنطقة.
من جهته، لفت الفريق الركن سامي العارضي من قوات مكافحة الإرهاب إلى أنه ما زال هناك ما لا يقل عن 200 مسلح من تنظيم الدولة، 80% منهم من أصول أجنبية، ومعظمهم يتواجدون مع عائلاتهم. ورجح في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن تنتهي المعارك خلال خمسة أيام أو أسبوع.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن الخميس انتهاء ما سماها “دويلة الباطل”، في إشارة “للخلافة” التي أعلن عنها تنظيم الدولة الإسلامية بعد سيطرته على الموصل وأجزاء واسعة بشمال وغرب العراق منتصف 2014.
- المصدر: وكالات – الجزيرة
عذراً التعليقات مغلقة