أعلنت قطر استعدادها لمناقشة “قضايا مشروعة” مع دول عربية لإنهاء الأزمة في المنطقة لكنها قالت إن قائمة المطالب التي تلقتها الأسبوع الماضي تضمنت مطالب يستحيل تنفيذها لأنها غير واقعية.
وقال مسؤول في واحدة من الدول الأربع إنها أرسلت قائمة من 13 مطلبا إلى قطر تضمنت إغلاق تلفزيون الجزيرة وخفض مستوى علاقاتها مع إيران وأمهلت الدوحة مهلة عشرة أيام لتنفيذ المطالب، ومن المتوقع أن تنتهي المهلة يوم الأحد.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري إن الدوحة مستعدة للتفاوض بشأن قضايا مشروعة تهم جيرانها بالخليج لكنه أضاف أن بعض المطالب تنافي المنطق.
وقال الوزير في بيان “لا يمكننا قطع العلاقات مع ما يسمى بالدولة الإسلامية والقاعدة وجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية لعدم وجود مثل تلك العلاقات… ولا نستطيع طرد أي عضو في الحرس الثوري الإيراني لأنه لا يوجد أي عضو داخل قطر”.
وكان سفير الإمارات لدى روسيا قد قال إن قطر ربما تواجه عقوبات جديدة إذا لم تف بتلك المطالب. وأضاف في مقابلة صحفية أن دول الخليج ربما تخير شركاءها التجاريين بين العمل معها أو مع الدوحة.
وقال الشيخ محمد إنه نظرا لأن قطر لن يمكنها الكف عن أمور لم تفعلها قط “كان علينا أن نستنتج أن الغرض من المهلة ليس معالجة القضايا المدرجة وإنما الضغط على قطر للتنازل عن سيادتها. وهذا ما لن نفعله”.
وتسعى الكويت، التي احتفظت بعلاقاتها مع قطر، إلى التوسط في الخلاف بدعم من واشنطن.
وحث أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية قطر على أن تختار جيرانها العرب، وقال على تويتر يوم الأربعاء “وقد قاربت ساعة الحقيقة، ندعو الشقيق أن يختار محيطه، أن يختار الصدق والشفافية في التعامل، وأن يدرك أن صخب الإعلام وبطولات الإيديولوجيا وهم زائل”.
وفي سياق متصل وصل وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية مساء اليوم إلى أنقرة حيث من المقرر أن يلتقي غدا الجمعة بنظيره التركي فكري إيشق، كما سيلتقي العطية بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ومن المتوقع أن تُبحث خلال الزيارة الأزمةُ الخليجية، خاصة مطالبة دول الحصار بإغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر.
وقالت قناة الجزيرة نقلاً عن مراسلها في أنقرة إن الوزير القطري سيبحث مع مستقبليه تطورات الأزمة الخليجية التي تصاعدت مع إعلان عدد من الدول مقاطعة قطر وفرض حصار بري وجوي عليها.
وستشمل المباحثات أيضا ملف القاعدة العسكرية في قطر والتي طالبت دول الحصار بإغلاقها ضمن المطالب التي أرسلتها إلى الدوحة قبل أيام.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعرب عن دعمه لقطر، وأكد أن المعاملة التي تلقاها على أيدي خصومها في الخليج “لا إنسانية وبالتأكيد غير إسلامية”، واعتبر أن قائمة المطالب “متعارضة مع القانون الدولي”.
واعتبر الرئيس التركي أن مطالبة الدول المقاطعة لقطر بالإغلاق الفوري للقاعدة العسكرية التركية، ووقف أي تعاون عسكري مع تركيا داخل الأراضي القطرية، يمثل عدم احترام لتركيا، ووصفها بأنها “مطالبة قبيحة ولا أجدها صحيحة”، مشيرا إلى أنها تمثل تدخلا في العلاقات الثنائية بين الدوحة وأنقرة.
وبدأت الأزمة الخليجية في 5 يونيو/حزيران الجاري، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الثلاث الأولى عليها حصاراً برياً وجوياً، لاتهامها بـ”دعم الإرهاب”، وهو ما نفته الأخيرة.
وشدّدت الدوحة على أنها تواجه حملة “افتراءات” و”أكاذيب” تهدف إلى فرض “الوصاية” على قرارها الوطني.
- وكالات – الجزيرة
عذراً التعليقات مغلقة