واثق الهُدنة يمشي ملكا

فريق التحرير4 أبريل 2016آخر تحديث :

مضايا2

محمد سعد الله_ حرية برس

قضى الطفل “محمد شعبان” أمام أعين ذويه وعلى مسمع من هيئة الأمم المتحدة. “محمد شعبان” توفي جراء سوء تغذية حاد وإصابة في العمود الفقري, بالرغم من المناشدات الإنسانيةِ المتكررة التي أطلقتها منظمة “هيئة الإغاثة الموحدة في مضايا والزبداني” وكان آخرها في فيديو يوم أمس عرضت فيه الهيئة الحالة المتدهورة للطفل محمد شعبان والتي تحتاج إلى رعاية طبية وبرنامج غذائي مكثّف خارج بلدة مضايا التي تفتقد لكل الإمكانيات الطبية والغذائية, وقالت الهيئة الإغاثية في مضايا أن العشرات ينتظرون مصير الطفل محمد شعبان في الأيام القليلة القادمة في ظل عدم تجاوب هيئات الأمم المتحدة لنداءات الاستغاثة التي نطلقها للسماح بإخراج الحالات الإنسانية المحتاجة للعلاج أو إدخال فرق طبية وأدوية وغذاء. مضايا مشمولة بهدنتين ” محلية – دولية” بلدة مضايا الواقعة في ريف دمشق فرض النظام السوري حصاراَ عليها منذ نهاية العام 2013 , ومع بداية شهر تموز 2015، اشتدّ الحصار, حيث منعت الحواجز العسكرية المحيطة بالبلدة ” حاجز كازية نبع بردى – حاجز الوير – حاجز المطحنة – حاجز الشعبة ” وبعض الثكنات العسكرية، كمعسكر الطلائع ومعسكر التكية, منعوا الأهالي من إدخال أية مواد طبية أو غذائية أو محروقات, إضافة إلى ذلك زرعت قوات النظام السوري الألغام الفردية في الأراضي الزراعية المحيط بالبلدة .

وبالرغم من توقيع هدنة في 24 أيلول 2015، بين فصائل المعارضة من جهة والنظام السوري وحلفائه “إيران _ حزب الله اللبناني” من جهة ثانية, والتي كان أحد بنودها فك الحصار عن مضايا , إلا أنه لم يتم السماح بادخال مواد غذائية إلا مرة واحدة بتاريخ /18/ تشرين الأول /2015/ حيث دخلت قافلة مساعدات برعاية الأمم المتحدة , وتسببت مادة البسكويت المنتهية الصلاحية التي وزعت مع باقي المساعدات ب 200 حالة تسمم في بلدة مضايا, وقالت الأمم المتحدة أنها أجرت تحقيق في هذه الحادثة ولكن لم ينتج عن هذا التحقيق أي شيء إلى هذه الساعة.

خلال عدة أشهر من اشتداد الحصار تدهورت الحالة الإنسانية في البلدة التي تضم قرابة 43 ألف شخص بينهم قرابة 300 عائلة نزحت من مدينة الزبداني. تزامناً مع إطباق الحصار ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير جداَ, وصل سعر كيلو الأرز إلى 115 دولار وسعر كيلو حليب الأطفال إلى 118دولار, نتيجةً لذلك تفاقمت حالات سوء التغذية والجفاف, ولاحقاَ اضطر الأهالي لأكل الحشائش وأوراق الأشجار, وأدى نفاد الأدوية إلى وفاة عدد من أصحاب الأمراض المزمنة .

في منتصف ليلة 27 شباط 2016، كانت مضايا على موعد مع هدنة نتجت عن اتفاق أمريكي روسي على وقف الأعمال العدائية في سورية، والسماح بإدخال المواد الغذائية والطبية للمدن والبلدات المحاصرة.

بدأت الهدنة ولم ينتهي الحصار, ولم يسمح النظام السوري بإدخال المواد الغذائية والطبية اللازمة, بدأت الهدنة ولم ينتهي الموت بسبب الجوع ونقص الدواء, وبالرغم من المعاينة الميدانية للمأساة الإنسانية في بلدة مضايا من قبل ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة في سورية “يونيسيف” ووصف ما شاهدته في مضايا إثر زيارتها لها بأنه “كان منظرا يوجع القلب.

منظر لم أشهد مثله من قبل”، حيث توفي فتى في السادسة عشرة من عمره أمام أعينها في المشفى الميداني، مضيفة أن أطفال مضايا أوهن من أن يتبسّموا . يتخوف أهالي بلدة مضايا من أن يفتك الجوع والمرض بالعشرات ممن تسوء حالتهم تدريجياً مع رفض النظام السوري وحلفائه إدخال مواد غذائية وطبية للبلدة, ويكرر الأهالي إطلاق نداءات الإستغاثة العاجلة لإنقاذ حياة من وصفتهم الهيئة الإغاثية الموحدة في مضايا والزبداني بأنهم ينتظرون مصير الطفل محمد شعبان ومن سبقه .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل