* سمر بدر
أصبح كل شيء مستحيلاً بين أيدينا كبئر ماء مرتفع الحواف لا يبلغ ماءه فاه الظمآن إلا بعد الغرق فيه.. هكذا حال الكثيرين منا بعد تلك النكسة الملعونة و خروجنا القسري من بلادنا.
قررت أن أبحث عن فرصة عمل جديّة تناسب ظروفي.. كتبت على احد المواقع الافتراضية انني أريد ان أعمل .. و سألت بعض صديقاتي ذوات المعارف، وسألته هو، وكفى.
أما صديقي فقد مانع عملي لأنه يريدني أن أكون مدللة و أن أكون مرتاحة حسب تعبيره، ناقشته ذات مرة واقتنع .. ثم قال: إن وجدت ما يناسبك فلن أمانع، وضحك بسخرية عندما أخبرته عن معارفي القلائل، ثم انحنى قليلا و اخبرني: أنتِ يا صبية في بلاد العجائب… لن أكترث!
أعلم تماما أن النزاهة لها تبعاتها في بلاد العجائب!
اقتحمت عالمهم الأخضر، لعلي بين كلماتهم الممزوجة بحرف “الهاء” أحظى بفرصة عمل …وضعت رمزاً أصفراً أبله *أنني هنا* وجلست أقرأ:
كان محور الحديث عن إحدى الصديقات أنها تزوجت من تكبره عمراً مخافة العنوسة وحتى أن تنقذ نفسها من قلة الرجال بسبب الحروب و ان تحظى بــ …. لا أعرف صراحة اعتقد أنهن يقصدن الإستقرار
دائماً سيكون الأمر غريباً ومريباً في نظرهم .. لا بأس..
سألت صديقي لماذا يفضل الرجال امرأة تصغرهم بكثير أو بالحد الادنى خمسة أعوام، صححَ لي كلمة _ ليس الرجال فقط بل المجتمع من يفضل _ وأجابني: في منطقهم كلما كانت الأنثى حارة وحديثة عهد تكون أشهى وأطيب أثراً ..حتى يكاد الواحد منهم يمد يده الى اللهب، وينزع رغيفه من مهدها..
لا بأس..
صعب على مجتمع يعامل الإناث كالرغيف، أن يتقبل منظر رجل مرتبطٍ بامرأة أكبر منه بقليلٍ أو كثير.
لا بأس..
لا عليك.. عليك أن تتحلى بقدرٍ من الفطنة حتى لا يجروك لهاوية الظن، فالعقل الجمعيّ أقوى من السحر، و اعلم يا صاحب الإختيار، ان لا قانون يربط بين أعمارنا الميلادية، و أعمارنا العاطفية..
فكل علاقة لها واقعها الخاص، للعاشقَين فيه عمرٌ آخر، و صوت آخر، و طبعٌ آخر..
ركّز قواك فكي تصبح عند حسنِ ظن العشق، حتى تصبح متّكأها و مرساها وصخرتها الداعمة، لا في احتمال الألم واللّوم واللؤم.
هل سمعتَ يوماً بمجتمعٍ عمهُ الرضا؟
بالمناسبة ما زلت أبحث عن فرصة عمل …!
Sorry Comments are closed