أهل قطر يحاصرون الحصار بمنتجاتهم الوطنية

فريق التحرير9 يونيو 2017آخر تحديث :

بعد استيعاب القطريين والمقيمين في قطر لمفاجأة قيام السعودية والإمارات والبحرين صباح الخامس من يونيو/حزيران بفرض حصار اقتصادي غير مسبوق، سارع البعض إلى المتاجر لشراء المواد الغذائية. غير أن ردة الفعل العفوية ما لبثت أن تحولت إلى ردود أفعال واعية ومدروسة على المستويين الرسمي والشعبي.

ففي اليوم التالي للحصار، وعقب إغلاق الدول الثلاث لمنافذها البرية والجوية والبحرية، أطلقت وزارة الاقتصاد والتجارة القطرية بالتعاون مع المجمعات التجارية والاستهلاكية الكبرى حملة عنوانها “معا لدعم المنتجات الوطنية”. وتم لصق شعار “منتج وطني” بشكل واضح وبارز على السلع والمنتجات المصنعة محليا بغرض لفت نظر المستهلك إليها.

علما بأن القطاع الخاص القطري توسع خلال الأعوام القليلة الماضية في إقامة المزارع الاستثمارية وتربية المواشي في مناطق الشمال والخور وأم صلال، في إطار تنويع الاقتصاد المعتمد على النفط والغاز بالاستناد إلى خطة التنمية الوطنية المعروفة بـ “رؤية قطر 2030”.

وأتبعت الوزارة حملتها هذه بنشر إنفوغراف بوسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بلغات عدة لطمأنة المواطنين والمقيمين بتوافر السلعة الغذائية والاستهلاكية، وكون ميناء حمد الضخم الواقع في مدينة مسيعيد جنوبي الدوحة -والذي دخل الخدمة العام الماضي- هو المكان الذي تستقبل منه البلاد غالبية موادها الغذائية المستوردة.

حملة الناشطين

وتفاعل ناشطون قطريون بدورهم مع هذه الجهود، فنظموا على شبكات التواصل حملة موازية عنوانها “اشتر على قدر حاجتك” داعين إلى عدم التسابق للتسوق من المجمعات التجارية “لأن كل شيء متوفر”.

ونقلت صحيفة الشرق المحلية عن الكاتب الصحفي والمحلل الاقـتصادي السعـودي حمزة بن محمد السالـم أن مقاطعة بلاده الاقـتصادية لقطر لن تؤثر عليها لأنها لا تعتمد على غيرها، مـشددا على أن المتضرر الأكبر هو المصدر السعـودي، لأن الدوحة قادرة على إيجاد بديل.

أما على صعيد الحركة الجوية، فقد سارعت هيئة الطيران المدني إلى اتخاذ سلسلة ترتيبات تتعلق بالملاحة فوق المياه الإقليمية والدولية لمواجهة الحظر الجوي. وقال رئيسها عبد الله السبيعي إن عمليات الملاحة اليومية لشركات الطيران الخليجية والعربية -التي قررت وقف رحلاتها إلى قطر- تمثل 7% من إجمالي عمليات المطار.

ترتيبات ملاحية

وكشف السبيعي عن تمكن الهيئة من التوصل إلى ترتيبات دولية تقضي بتحديد ممرات ملاحية للطيران القطري فوق المياه الإقليمية والدولية، لمواجهة حظر بعض دول الخليج.

أما الخطوط القطرية فقد أعلنت أن رحلاتها سارت بشكل طبيعي باستثناء الرحلات المتجهة إلى الدول الأربع التي حظرت الطيران القطري.

يأتي ذلك في ظل تأكيد رئيس جمعية المصدرين الأتراك محمد بويكيكسي يوم 7 من الشهر الجاري استعداد الأتراك لتلبية الطلب القطري على الغذاء والماء بعد أن قطع أهم مزودي الدوحة علاقاتهم معها. وكذلك تأكيدات هيئة الملاحة الإيرانية استعدادها لفتح أجوائها أمام رحلات الطيران القطري التي تصل إلى مئتي رحلة يوميا.

مخزون السلع بقطر كاف واستيرادها مفتوح

ومن جهته أكد الوكيل المساعد لشؤون حماية المستهلك بوزارة الاقتصاد والتجارة القطرية الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني أن المخزون الإستراتيجي من السلع الأساسية يصل إلى عشرة أشهر في بعض الأصناف، وأنه لا توجد هناك أي صعوبات في استيرادها.

وفي تصريح له سيبث ضمن برنامج الاقتصاد والناس على قناة الجزيرة غدا السبت السبت، أوضح المسؤول القطري أن المخزون الإستراتيجي من السلع الأساسية، مثل الزيوت والأرز والحليب والسكر، يصل إلى عشرة أشهر، وأن مخزون السوق الموازي الثابت والمتحرك يكفي لثلاثة أو أربعة أشهر.
وأكد الوكيل المساعد لشؤون حماية المستهلك بوزارة الاقتصاد والتجارة للجزيرة أن توريد المواد الغذائية يجري بشكل طبيعي، مشددا على أنه لا توجد أي عوائق في الاستيراد.

المصدر : الجزيرة – الصحافة القطرية

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل