قطر ترفض التنازل عن استقلال سياستها الخارجية وتدعو للحوار

فريق التحرير8 يونيو 2017آخر تحديث :
الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري

الدوحة – حرية برس:

قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم الخميس أن بلاده لن تقبل بأي تدخلات في سياساتها الخارجية، مؤكداً رفض بلاده طرد مجموعات اسلامية. وداعياً في الوقت ذاته إلى الحوار مع الدول المقاطعة.

وقال الوزير القطري في مقابلة مع وكالة فرانس برس في الدوحة: “لا يحق لأحد التدخل في سياساتنا الخارجية”، مضيفا “نحن بلد مستقل ولدينا سيادة ونرفض أي وصاية على قطر”.

وجاءت تصريحات وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بينما يعمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على إنهاء نزاع يقول قطريون إنه أدى إلى حصار حول بلدهم.

وقال الوزير للصحفيين في الدوحة “نواجه العزلة بسبب نجاحنا وتقدمنا. بلدنا منتدى للسلام لا للإرهاب.. هذا النزاع يهدد استقرار المنطقة بأسرها”.

وكانت السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين قطعت الاثنين علاقاتها مع الدوحة على خلفية اتهامها بدعم الارهاب، وحذت دول أخرى حذوها. واتخذت اجراءات دبلوماسية واقتصادية بحق قطر بينها وقف الرحلات اليها واغلاق الحدود البرية بينها وبين السعودية.

ويمر قسم كبير من واردات قطر من المواد الغذائية عبر هذه الحدود البرية. لكن الوزير القطري شدد على ان بلاده قادرة على الصمود “الى ما لا نهاية” في مواجهات الاجراءات ضدها، وذلك غداة إعلان مسؤولين قطريين ان مخزون قطر من السلع الغذائية الاساسية يكفي السوق القطري لاكثر من 12 شهرا، في محاولة لطمأنة السكان اثر اغلاق الحدود البرية مع السعودية.

وقال الوزير القطري: “لا نعرف لماذا اتخذوا كل هذه الاجراءات. انه عقاب جماعي ضد قطر و(…) خرق للقانون الدولي. انهم يدفعون الناس للنزوح ويفرقون بينهم”، في اشارة الى طلب الدول التي قطعت علاقاتها مع قطر من القطريين مغادرة اراضيها خلال مدة اسبوعين.

واعتبر وزير خارجية قطر ان الاتهامات الموجهة الى بلاده “لا اساس لها من الصحة”، مضيفا “نحن نتعاون مع الحكومة الاميركية في مجال مكافحة تمويل الارهاب. بالطبع، على الجميع ان يقوموا بالمزيد في هذا الاطار”.

وتابع الوزير القطري: “اذا قام مواطن بتمويل منظمة ارهابية بملغ 10 الاف دولار و20 الف دولار فهذا ليس معناه ان قطر تمول الارهاب. حصل هذا الامر للاميركيين والبريطانيين لكن هذا الامر لم يكن يعني ان بريطانيا او الولايات المتحدة كانتا تقومان بتمويل الارهاب”.

وفي مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس”، قال الوزير القطري إنه، ليس للدول العربية الحق في “حصار” قطر، مشيرا إلى أن الحملة التي تشنها السعودية وحلفاؤها في المنطقة لعزل الدوحة تقوم على اتهامات “كاذبة ومفبركة”.

وأضاف: “أعتقد أنهم (السعودية وحلفاؤها) يسعون للتدخل في شؤوننا الداخلية، إلا أننا لن نسمح بذلك”.

وأوضح أن “قطر كدولة مستقلة لها الحق في دعم مجموعات مثل جماعة الإخوان المسلمين، رغم حظر جيرانها لها”.

كما أعرب عن رفضه فكرة إغلاق شبكة “الجزيرة” الفضائية.

وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الامارات العربية المتحدة أنور قرقاش طالب قطر في مقابلة مع فرانس برس الاربعاء بوقف دعم جماعة الاخوان المسلمين وايواء عناصرها، ووقف مساندة حركة حماس التي يقيم عدد كبير من قادتها في الدوحة، ووقف استخدام قناة “الجزيرة” من أجل الترويج “لاجندة متطرفة”، من دون ان يذهب الى حد المطالبة باغلاق القناة.

ورد وزير خارجية قطر على هذه المطالب بالقول ان “جماعة الاخوان المسلمين ليست مصنفة ارهابية في قطر، وليست منظمة سياسية هنا”.

كما قال ان مكتب حماس في الدوحة “له هدف وهو العمل على المصالحة بين الفلسطينيين ووضع حد للانقسامات”. وتابع “حماس ليست مصنفة منظمة ارهابية في الخليج. فليصنفوها هكذا أولا، ثم يطلبوا منا أن نطردها”.

وأشار الى ان ممثلين عن حركة طالبان الافغانية يتواجدون في الدوحة “بالتنسيق مع الاميركيين. هم هنا من اجل محادثات السلام”.

ورغم الدعوات التي وجهتها دول كبرى بينها الولايات المتحدة وفرنسا للسعودية وقطر للتهدئة والحفاظ على وحدة مجلس التعاون الخليجي، تسير الازمة، وهي الاكبر في الشرق الاوسط منذ سنوات، في منحى تصاعدي منذ الاثنين.

لكن الوزير القطري اكد ان الخلاف لن يصل الى مرحلة التصعيد العسكري.

وقال “لا نرى في الحل العسكري خيارا” للازمة، مضيفا ان قطر “لم ترسل مجموعات (إضافية) من الجنود الى حدودها” مع السعودية، لكنها “ستقوم بكل ما يلزم لضمان امن شعبها”.

واتهم وزير خارجية قطر الدول المقاطعة بشن حملة ممنهجة ضد بلاده، لكنه شدد على ان الدوحة مستعدة للحوار، موضحا “اذا كانت هناك مسائل تتعلق بامن دول الخليج فنحن مستعدون لمناقشتها. وعندما يثبتون اننا قمنا بامر خاطئ، فسنتحلى بالشجاعة اللازمة لنقول انه خطأ واننا على استعداد لنصححه”.

ونقلت وكالة رويترز عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قوله إن إيران أبلغت الدوحة باستعدادها لمساعدتها في تأمين الإمدادات الغذائية وأنها ستخصص ثلاثة من موانئها لقطر لكنه أضاف أن بلاده لم تقبل العرض بعد.

 

وقال دبلوماسي قطري إن ما يحدث حصار مثل حصار برلين وإعلان حرب. ووصف ما يحدث بأنه عدوان سياسي واقتصادي واجتماعي وذكر أن القطريين يريدون من العالم أن يدين المعتدين.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل