خليل العلي
تعتبر الأشغال اليدويّة من الأعمال الإبداعيّة المنتشرة في المخيمات الفلسطينيّة في لبنان، وخاصة تلك المتعلقة بعملية تدوير الأدوات غير الصالحة للاستخدام، لتصير تحفاً فنيّة يقتنيها أبناء المخيمات في بيوتهم البسيطة.
بشرى شناعة تعمل في التدعيم الدراسي في “مركز القدس للشباب” بمخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان)، هوايتها الأشغال اليدويّة، قالت لـ”العربي الجديد”: “بدأت من ضمن التعليم بالأشغال اليدوية من خلال استخدام الأقمشة التي تُرمى أو التي تستخدم مساطر في محلات بيع الأقمشة، وهي عادة تكون قطعاً صغيرة لا يمكن استخدامها”.
ولفتت إلى أنها فكرت بداية بتدوير العلب المعدنية الفارغة، لتصير صالحة للاستخدام في الزينة المنزلية، من خلال تغطيتها بالقماش بطريقة فنيّة، ولم توفر شيئاً إلا وصنعت منه تحفة للزينة.
حتى قطع الأنابيب البلاستيكية التي كانت تُرمى أثناء تنفيذ مشروع البنى التحتيّة في المخيم، قامت بتغليفها بالقماش وتزيينها بورود صنعتها منها أيضاً، لتصير مزهريّة توضع في البيت، وحتى الصواني وأدوات المطبخ القديمة، قامت بتزيينها لتصير صالحة للاستخدام.
وتضيف: “نظراً للوضع المعيشي السيئ في المخيمات الفلسطينية قمتُ بالبحث عن قماش بسعر رخيص، ووجدت أن هناك من يبيع مساطر الأقمشة التي تستخدم في الستائر أو تنجيد الأثاث، وكذلك بقايا الأقمشة بألوان مختلفة، لتصير أغطية للطاولات أو للوسائد، والهدف منها هو أن تكون هذه المنتوجات بمتناول أبناء المخيم بسعر زهيد، لأن لا قدرة لديهم على شراء مثلها بسعر مرتفع”.
وتقول شناعة: “جمعت مع مجموعة من الأطفال أحجاراً وأصدافاً صغيرة عن شاطىء البحر بمحاذاة المخيم، لنصنع منها تحفاً فنية، وزينا بها علباً فارغة من المعدن والكرتون، كذلك استخدمنا أغصان الورد وأغصان شجر العنب”.
لا تترك شناعة أي شيء من دون تدوير، فهوايتها بالأشغال اليدويّة جعلتها تُبدع في صناعة تحف مميّزة، كما علمتها للأطفال في المخيم، وبعد إنجاز هذه التحف تقوم بعرضها في معارض داخل المركز، كي يطّلع عليها أبناء المخيم ويشتروا ما يعجبهم منها.
Sorry Comments are closed