كشفت مجلة فورين بوليسي في تقرير لها أن شركاء التحالف الأمريكي ضد تنظيم داعش مسؤولون عن مقتل عشرات المدنيين في سوريا والعراق، وذلك بعد تحقيق مشترك أجرته المجلة مع منظمة “إيروارز”.
ونقل التقرير عن مسؤولين عسكريين أمريكيين قولهم “إن شركاء التحالف الأمريكي في الحرب ضد داعش مسؤولون عن مقتل ما لا يقل عن 80 مدنياً من الغارات الجوية في العراق وسوريا”. ولكن أيا من حلفائها ال 12 لن يعترف علناً بأي دور في هذه الخسائر.
وكشق التحقيق الذي أجرته المنظمة عن أدلة تثبت أن أكثر من 10 دول شريكة شنت أكثر من 4000 غارة جوية مجتمعة، نفذت أغلبها المملكة المتحدة وفرنسا وأستراليا وبلجيكا وهولندا.
وقد أشار التقرير الصادر في 30 من شهر/نيسان الماضي حول الخسائر في صفوف المدنيين إلى مقتل 80 شخصاً نتيجة “غارات التحالف ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا “.
ووفق ما ذكر في التقرير فإن ثلاثة مسؤولين من القيادة المركزية الامريكية أكدوا لمنظمة “ايروارز” أن “80 حالة وفاة وقعت فى حوادث توصل المحققون الأمريكيون إلى أنها مسؤولية الدول الشريكة. ولكن الحلفاء ضغطوا على الولايات المتحدة والتحالف لمنع نشر التفاصيل الضربات المعنية”.
وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل جوزيف سكروكا “إن مسؤولين من سينتكوم توصلوا إلى 80 قتيلاً مدنياً بسبب الغارات الجوية التى لم تشنها الولايات المتحدة قبل تسليم التحقيقات الى التحالف في أواخر عام 2016”.
وبحسب التقرير فإن بريطانيا هي العضو الأكثر نشاطاً في التحالف بعد الولايات المتحدة، حيث أنها نفذت أكثر من 1300 غارة جوية منذ تشرين الأول / أكتوبر 2014. وقد تفاخرت الحكومة البريطانية بعدم وقوع ضحايا بين المدنيين، على الرغم من تصاعد وتيرة القصف على المدن والبلدات العراقية والسورية.
في حين أبلغت إيروارز أن نحو 120 حادثة لإصابة مدنيين في عام 2016، والتي من الممكن أن يكون لسلاح الجو البريطاني ضلوع فيها، إلا أن وزارة الدفاع البريطانية نفت ذلك زاعمة أنه تم التحقيق فيها.
غير أن مسؤولاً بريطانياً كبيراً أشار إلى أنه “لا يمكننا إجراء أي تقييم نهائي لحضور المملكة المتحدة المحتمل من الأدلة … ولكن، يمكنني أن أؤكد أنه لم يكن هناك أي دليل على وقوع إصابات بين المدنيين في تقديراتنا التفصيلية للأثر كل ضرباتنا خلال الفترة المعنية “.
من جهته قال مسؤول سياسي بلجيكي “دون ذكر التفاصيل، أستطيع أن أقول إن [مسؤولي الدفاع البلجيكيين] قد نظروا في قائمة الحوادث في تقرير الائتلاف وأنهم توصلوا إلى نتيجة مفادها أنه لا يوجد أي سبب للاعتقاد بأن بلجيكا تسببت في خسائر في صفوف المدنيين”.
وأضاف “على الرغم من أنهم يعترفون بأنها كانت قريبة عدة مرات، فإن ذلك ليس بسبب الإهمال من قبل الجيش البلجيكي، ولكن فقط بسبب سوء الحظ”.
وذكر التقرير من بداية عمليات التحالف وحتى 22 أيار/مايو، يقول التحالف إن 4011 غارة جوية في العراق و 404 في سوريا نفذتها قوات غير أمريكية. وشكلت فرنسا وبريطانيا أكثر من نصف هذه الهجمات، في حين شكل شركاء مثل هولندا والدنمارك وبلجيكا واستراليا الجزء الأكبر من الغارات، أما ألمانيا فإن دور طائراتها يقتصر على الاستطلاع فقط.
وأما الشركاء الإقليميون في التحالف الأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين وتركيا مسؤولين عن ما يقدر بنحو 150 ضربة بينهم، أو أقل من 1 في المائة من جميع العمليات.
وأشار التقرير إلى أن من نتائج بروتوكول التحالف الجديد للاعتراف بضحايا المدنيين أن الشفافية الأمريكية في الحرب ضد تنظيم داعش قد تتعرض الآن للخطر.
وقال جون توماس مدير الشؤون العامة في مركز للكومنولث “سنقول فقط” الائتلاف “، ولن نقول ما إذا كانت الولايات المتحدة أم لا” هي من قامت بالغارات، وذلك في “محاولة لتقليل عدد الحالات المفتوحة من الضحايا المدنيين المزعومين” على حد وصفه.
واعتبر التقرير أن هذه الخطوة ستشكل سابقة لمزيد من التعتيم فى عمليات التحالف. وهناك أيضا مخاوف جدية لأسر الضحايا: إذا لم يعرفوا البلد المسؤول عن الحادث، فسيكون من المستحيل عليهم متابعة مسألة التعويضات، من فرادى الدول، ويصعب جداً طلب معلومات عن الحوادث المعنية من الحكومات الوطنية.
وقالت هينا شمسي مديرة مشروع الأمن القومي لاتحاد الحريات المدنية الامريكية “إن هذا سيكون بالضبط الخطوة الخاطئة من جانب الولايات المتحدة التى لا تقوم بما فيه الكفاية لتوفير الشفافية حول المدنيين الذين قتلوا”. “بشكل عام، كان هناك في العقد الماضي المزيد من الشفافية حول الضربات في سياق النزاع المسلح المعترف بها من الضربات القاتلة خارجها، وهذا يبدو أنه خطوة في الاتجاه الخاطئ”.
الأمر الذي يجعل الولايات المتحدة على تواطئ مع الحلفاء في إخفاء الضحايا المدنيين الذين قتلوا بضربات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.
عذراً التعليقات مغلقة