قبضت جنائية طرطوس على فتاة من عصابة مختصة بالخطف مرتبطة مع جهات أمنية في اللاذقية وطرطوس، وقع ضحيتها عدد من الأشخاص في المحافظتين.
*خطف ابن مسؤول يحرك الأمن
تجاهل الأمن بطرطوس واللاذقية لمدة شهرين متتاليين ورود شكاوى مباشرة وادعاءات محولة من النيابة العامة بالمحافظتين للتحقيق بخطف عدد من الشباب، والإفراج عنهم لقاء مبالغ مالية ضخمة.
غير أن الأمن الجنائي بطرطوس تحرك بعد خطف ابن أحد المسؤولين في طرطوس، وقبض فورا على فتاة تدعى “جوليا طوني الشايب” من مواليد حلب 1991 على حاجز نصبوه لهذه الغاية على طريق “دريكيش” كانت متوجهة إلى اللاذقية في سيارة نقل عامة.
استطاع الناشط “مصطفى البانياسي” أن يتواصل مع مسؤول بالأمن الجنائي في طرطوس، وأخبره أن “العصابة مؤلفة من مجموعة من الشباب من محافظتي طرطوس واللاذقية، وهم أحمد حسن وعلي الشعبان وغيث إسبر من طرطوس وجعفر حسين الحسن وشاب من عائلة مخلوف من محافظة اللاذقية”.
وقال إن هناك عددا آخر لم يكشف عن أسمائهم لسرية التحقيق، ويستعملون سيارة بيك آب دفع رباعي بدون نمر تعود لأحد افراد عائلة الأسد.
وأضاف المسؤول لـ”زمان الوصل” بأن “المقبوض عليها اعترفت بأنها خطفت عددا من المدنيين والعسكريين بالتعاون مع بقية أفراد العصابة الفارين، وكان دورها أن تقوم بإنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتتواصل مع أشخاص محددين مسبقين ومعروفين بغناهم وقدرتهم على الدفع، وتوقع بهم بعد نشرها لصور فتيات مغرية وتتواصل معهم بالصوت والصورة لتأكيد الثقة، ومن ثم مواعدتهم في أماكن عامة وتنتقل إلى مكان خاص، حيث يتم خطفهم من قبل الشباب واقتيادهم إلى مزرعة بين دريكيش وقرية حمين ومزرعة ثانية على طريق قرية فيديو بريف جبلة”.
*ضابط أمني له علاقة
وقال المسؤول “إن الفتاة اعترفت بعلاقتها مع ضابط كبير بفرع الأمن العسكري باللاذقية، وهو الذي كان يحدد أسماء الأشخاص الذين يمكن اصطيادهم، وكان يتقاضى نصف الفدية التي يتم قبضها بحجة حمايته لها ولأفراد العصابة الذين لم يلتق معهم، ولكنه يعرفهم جيدا، وهم يجهلون علاقته بالأمر.
وأشار إلى أن الفتاة قد اختطفت 14 شخصا من محافظتي طرطوس واللاذقية، تكللت كلها بالنجاح وقبض الفدية بمساعد ضابط الأمن العسكري الذي تدخل في بعض الحالات كوسيط.
وذكر أن بين أفراد العصابة المتوارين عنصرا من فرع الأمن العسكري باللاذقية وآخر من فرع الأمن الجنائي.
ونقل “بانياسي” عن موظف بالنيابة العامة في طرطوس “إن النائب العام قد مدد التحقيق بالموضوع من أجل التوسع بالتحقيق والكشف عن جوانب ماتزال غامضة”.
*الأمن راعي الرعب
من ناحية أخرى أثار الكشف عن هذه القضية ردات فعل وتساؤلات في الساحل السوري حول علاقة الجهات الأمنية بعمليات الاختطاف والسلب بالعنف والقتل التي تحصل منذ فترة طويلة، وكذلك حول أسباب عدم الكشف عن الفاعلين، وما الغاية التي يهدف إليها الأمن من إشاعة الفوضى وعدم الثقة بين الناس.
وعبر المحامي “علاء م” لـ”زمان الوصل” عن مخاوفه من ممارسة ضغوطات سلطوية لطي الموضوع وتجاهله، أو الاكتفاء بالتحقيق الحالي لعدم الكشف عن الجهات التي تسعى لزرع الرعب بالساحل.
وأكد المحامي أن الغاية من إشاعة الفوضى بالساحل هو إبقاء السكان برعب وخوف من المجموعات إرهابية المفترضة بينهم ودفعهم للالتحاق بقوات النظام وميليشياته.
ولم يستبعد أن تكون كل الحوادث التي تجري بالساحل تنظم وتدار من قبل جهات أمنية وبإشراف مباشر منها.
*عرعورية موالية
وسارعت بعض الصفحات الموالية لنظام الأسد بوصف المقبوض عليها بالـ “عرعورية والداعشية”، وأفراد العصابة بأنهم خلية إرهابية نائمة” مع أنهم جميعا من الطائفة الموالية للأسد و”جوليا مسيحية”.
كتب “معتز عباس” على صفحته الفيسبوكية “يوجد في الساحل خلايا نائمة ويجب القضاء عليها وقسم كبير منهم من المهجرين”.
بينما كتبت “ميرا خوري” كيف تتهمون الإرهابيين والنازحين وكل العصابة علويين ومن الساحل وتنين منن بالأمن”.
- نقلاً عن: زمان الوصل
عذراً التعليقات مغلقة