تراجعت القوات المسلحة العراقية، أمس الأحد، في حي اليرموك الجانب الغربي لمدينة الموصل، بسبب هجمات انتحارية شنها مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية»، فيما خسر الأخير 32 من مقاتليه في اشتباكات غربي المدينة.
وقال العميد الركن مصطفى الخزرجي في جهاز الرد السريع (تابع للداخلية) إن «تنظيم الدولة في حي اليرموك يقاتل بشراسة وقد دفع فجر بثلاث عجلات مفخخة إحداها استهدفت قوات جهاز مكافحة الإرهاب، أوقعت قتيلا وجريحين من القوات، فضلا عن إلحاق اضرار بإحدى العجلات العسكرية».
وأشار أن «عجلة مفخخة أخرى دفع التنظيم بها نحو القوات المتمركزة قرب مدخل الرئيس لحي اليرموك، أسفرت عن مقتل جنديين، أحدهم برتبة ملازم أول».
وتابع الخزرجي في ذات السياق، بالقول «صباح أمس هاجم انتحاري يقود عجلة مفخخة القوات الأمنية المتمركزة شرقي اليرموك، ما أسفر عن إصابة خمسة جنود إصابات ثلاثة منهم خطرة للغاية». وأضاف، أن «التنظيم أعقب الهجمات الانتحارية التي شنها، بهجمات مسلحة مستخدما الأسلحة النارية المتوسطة والثقيلة وقذائف الهاون، الأمر الذي أرغم القوات على التراجع والتمركز على تخوم حي اليرموك بانتظار تدخل جوي حاسم لبدء التوغل من جديد وتحريره من سيطرة المتشددين ومن ثم تطهيره».
الخزرجي رأى أن «المقاومة التي يبديها تنظيم الدولة، فيما تبقى من مناطق بالجانب الغربي للموصل أمر طبيعي، لأنه بات يعلم أنه لا خيار أمامه سوى الموت بعد تضييق الخناق عليه من الجهات كافة، وإصرار الأطراف الدولية والمحلية، على القضاء على المسلحين وتدميرهم».
وبين أن «المدنيين في حي اليرموك خاصة والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة المتشددين غربي الموصل يعيشون حياة صعبة وظروفا قاهرة».
وفي شرقي الموصل، أفاد النقيب سعدون خالد الرمضاني في قوات الرد السريع، أن «مدنيا قتل وأصيب طفلان؛ جرّاء سقوط صاروخ كاتيوشا على منزلهم في حي الجزائر شرقي الموصل قرب شارع التل».
وتابع أن «فرق الإسعاف التابعة للفرقة السادسة عشرة في الجيش العراقي وبالتعاون مع فرق الجهد الهندسي.
في الموازاة، شهد الجانب الغربي لمدينة الموصل، اشتباكات وقصف، أديا على مقتل أكثر من 32 من مسلحي تنظيم «الدولة»، و11 من القوات العراقية.
وقال المقدم ضرغام مقدام الخفاجي في قوات جهاز الشرطة الاتحادية إن «العشرات من مسلحي التنظيم شنوا هجومًا على مواقع قوات الشرطة الاتحادية وجهاز الرد السريع (تابع للداخلية) بحي الصناعة القديمة، في منطقة العروبة جنوب غربي الموصل، مستغلين سوء الأحوال الجوية (الضباب)».
وأضاف «الاشتباكات المسلحة بين الدولة والقوات استمرت أكثر من 3 ساعات متواصلة، استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة. وتمكنت القوات من إحباط الهجوم على مواقعها».
وحسب المصدر «قتل أكثر من 32 مسلحًا وتدمير دراجة نارية مفخخة، واضطر المتشددون بعدها للانسحاب نحو مواقعهم التي ما يزالون يسيطرون عليها غربي المدينة».
وأشار إلى أن «الخسائر البشرية جراء الاشتباكات في صفوف القوات بلغت مقتل 8 جنود وإصابة 4 آخرين، فضلا عن تدمير مدرعة و3 معدات قتالية مختلفة».
وعلى صعيد متصل، أفاد الرائد علاء الزهري في جهاز الرد السريع أن «التنظيم، شن هجوماً بصاروخين على موقع عسكري قرب مبنى ديوان محافظة نينوى وسط مدينة الموصل (الجانب الغربي)، مستخدما طائرة مسيرة متطورة الصنع، ما أسفر عن مقتل 3 ضباط».
ويعد سلاح الطائرات المسيرة التي تحمل صواريخ أحد أساليب «الدولة» «الفتاكة» في تنفيذ عملياته المسلحة ضد القوات العراقية والمدنيين في الموصل.
إلى ذلك، عثرت القوات العراقية، على 16 جثة لمدنيين في أحد أحياء مدينة الموصل القديمة، فيما قتل تنظيم «الدولة» مدنيين اثنين أثناء محاولتهم الفرار من منطقة سيطرته، حسب مصدرين عراقيين. وقال الملازم في قوات الرد السريع (تتبع وزارة الداخلية) كريم ميزان النعيمي: «تم العثور على 16 جثة تعود لمدنيين، بينهم أطفال ونساء في منطقة رأس الجادة في الموصل القديمة».
وأضاف، «يبدو أنه تم إعدامهم رميًا بالرصاص وفق المعاينة الأولية، ومن المرجح أنهم سعوا للهروب من مناطق سيطرة الدولة باتجاه القوات الأمنية العراقية».
على صعيد متصل، قال العقيد في الجيش العراقي خالد علي الحلي إن «داعش قتل مدنيين اثنين بإطلاق نار أثناء محاولتهم الفرار من منطقة باب لكش وسط الموصل من الجانب الغربي باتجاه القوات الأمنية».
وفي شأن آخر، أضاف الحلي، «تنظيم داعش أقدم مساء أول أمس على إحراق مصرف الدم الرئيس بالمجمع الطبي بمنطقة المستشفى في حي الشفاء غربي الموصل».
وتابع، «اقتراب القوات الأمنية العراقية المشتركة من أي مؤسسة هامة، يدفع عناصر داعش لحرق المباني لمحو وثائق وأدلة تدين قياداته وعناصره قبل أن يفروا ويتركوا خلفهم عددًا من القناصين لعرقلة تقدم قواتنا».
والموصل مدينة ذات كثافة سكانية سنية، وتعد ثاني أكبر مدن العراق، وسيطر عليها «الدولة» في صيف العام 2014.
وتمكنت القوات العراقية خلال حملة عسكرية بدأت في أكتوبر/تشرين أول الماضي من استعادة النصف الشرقي للمدينة، ومن ثم بدأت قبل أكثر من شهر هجوماً لاستعادة الشطر الغربي للمدينة.
ووفق الأمم المتحدة فإن نحو 600 ألف مدني لا يزالون في الجانب الغربي للمدينة بعد أن فر منها ما يصل إلى 200 ألف خلال الأسابيع الأخيرة.
* المصدر: القدس العربي ـ الأناضول
عذراً التعليقات مغلقة