* سمر بدر
هل مازال اسمي يوجعك؟
أم لعلّه اسمها …
في كلّ مرةٍ أقرّر فيها الكتابة تلاحقني لعنة .. اللعنة هي أن أكتب عنك في الحب و الحرب، حتى عندما أقرر أن أنقد شيئاً ما سأرى كلّ الأشياء جميلة أو .. قبيحة، إذ لا رماديّة عندي وهذا بحد ذاته تطرّف …
في اليوم الذي قرّرت به أن لا أراك في منامي أتيتني على شاكلة زُكام , فبكل عطسة كنت أحاول فيها إخراج بقاياك من روحي.
بالرغم من أنّني شفيت منك الآن على اعتبار أنني أراك كلمات لكن لعنتك مازالت تلاحقني ..
سألت جدتي ذات يوم _التي مازالت في الحصار _ ماذا أفعل كي أتخلّص من الــ .. ؟
أجابت دون أن أكمل السؤال: عليك أن تصبّي البارود كي تشفي من العين وتغسلي الأرض بالملح كي يذهب رجس الحسد على اعتبار أن الحسد أعلى درجة من العين إذ يكون صاحبه متعمدا أن يحسدك.
– طيب .. واللعنة؟
– ماذا ؟! .. أيّ لعنةٍ تقصدين؟
– امممممم .. أقصد لعنة الأشخاص.. لالا بل الأرواح.
– هل مات ؟
– لا يا جدّة.. حيٌّ في داخلي ، يرزقني الوجع باستمرار .. هل أصب البارود أم أغسل بالملح لأيام؟ أم كلاهما معاً؟!
– ماذا ؟.. لم أعد أسمعك أبداً….تووووت
لكنني أسمعكِ بوضوح … نعم أسمعك كما سمعته دون كلام ..
هل يا ترى هو زير نساء ؟ أم أنني المراهقة ؟
لماذا أشعر أنه لا يحب ذكر اسمي ..لماذا أحس أن اسمي طعنة له قبل أن يلتقيني ؟
لماذا أراه خائفاً و خائناً ؟ لماذا الروح تهوى الدفاع عنه وهو من يمتهن تلك المهنة ؟
لماذا يكذب ؟ ولماذا يخشى الموت على صغاره ؟ لماذا حدثني بضع جمل و ترك كل الكلام معلقاً في الهواء ؟ فلا الكذب أكمل الرواية .. و لا القراءة نفعت و لا الحدس أصاب ولا هو أغلق الأبواب .
– يا جدة قلبي فيه يرتحل … ما للشوقِ لا يصل !
أيوب صبري و الأوجاع تقتلني …
– أعوذ بالله .. اغتسلي و إياكِ أن تكفري ..
– إني بالنار بعد النار أغتسل
يا جدّة لا عاصم اليوم من عينيه يعصمني …
إن كنت ياملح المدامع بعتني فأقل ما يرث من السكوت الكلام ..
ما ضرّ لو ودعتني فقط حتى أُُكمل فصل الختام؟
مت أو دعني أمت لكن أرجوك لا تحيا في قلبي كالأشباح …
أنا من سأغلق كل الهواتف يا جدة وسأعيد نطق الشهادة و أعمد الحروف فلا تخافي .. أنا كلّي بخير ..
Sorry Comments are closed