اختتمت أمس الاثنين أعمال القمة العالمية للإعلام في العاصمة القطرية الدوحة في دورتها الثالثة بعد بكين وموسكو ، وقد استضافت هذه القمة شبكة الجزيرة وهي المرة الأولى التي تستضيف فيها القمة مؤسسة غير حكومية في العالم العربي، وذلك بمشاركة أكثر من 350 من قادة الإعلام في العالم من مائة دولة، ولقد تأسست القمة العالمية للإعلام عام 2008 بمبادرة من مؤسسات إعلامية دولية، وهي أكبر منتدى إعلامي دولي غير حكومي ، وتعقد كل سنتين أو ثلاث.
حملت القمة المنعقدة في الدوحة شعار “مستقبل الأخبار والمؤسسات الإخبارية”، تناولت فيه النموذج التجاري للمؤسسات الإعلامية ومدى استدامته في ظل الظروف الراهنة.
ألقى الكلمة الترحيبية للقمة “الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني” رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية أكد فيها ” أن الجزيرة ظلت منذ تأسيسها تسعى لتقديم خدمة إعلامية متميزة، تحترم عقل المشاهد وتساهم في توفير المعلومة له بصدق وأمانة ومهنية، وتتيح الفرصة عبر شاشتها ومنابرها المختلفة للرأي والرأي الآخر منحازة فقط الى جانب الانسان ايا كان ولقضاياه العادلة أينما كان ” ومشيراً للتحدي الذي يواجه الإعلاميين مؤكداً على ضرورة حماية الصحفيين والإعلاميين
من جانبه أكّد تشاي منغزهاو رئيس القمة العالمية ورئيس وكالة “شينخوا” خلال افتتاح أعمال القمة على ضرورة “مواكبة المؤسسات الإعلامية للتغيرات التي تطرأ على العمل الإعلامي مع التوسع في شبكة الإنترنت، وأن تحسن من جودة منتجاتها وتواكب كافة الشرائح” .
في حين أشار جاي برجر المدير التنفيذي لقسم حرية الصحافة بمنظمة “اليونسكو” إلى ضرورة تأمين الحماية للصحفيين حيث بلغ عدد الضحايا الإعلاميين 800 إعلامي خلال العقد الأخير، وفقد 2300 منذ العام 1990 بحسب إحصائية منظمته.
وفي ختام القمة أصدر المشاركون بياناً جاء فيه:
عقدت القمة العالمية للاعلام اجتماعها العالمي الثالث فى الدوحة بقطر فى الفترة من 20 إلى 21 مارس، حيث تستضيف القمة شبكة الجزيرة الاعلامية. وشارك فى القمة أكثر من 350 ممثلا من 120 من المؤسسات الإخبارية فى أكثر من 100 دولة، بالاضافة إلى مشاركة قادة من عدة منظمات اقليمية ودولية.
وتحت عنوان “مستقبل الاخبار والمؤسسات الاخبارية” جرت الكثير من المناقشات حول بعض أهم القضايا فى الوقت الراهن، بما فى ذلك تأثير التكنولوجيا على عملية نقل الاخبار والاستراتيجيات المستدامة للعمل الاعلامى وحماية الصحفيين وكذا المتطلبات دائمة التغير بالنسبة للجماهير على مستوى العالم.
ولعب تبادل وجهات النظر العميق بين المشاركين فى القمة دورا إيجابيا فى توسيع القاعدة المشتركة بين وسائل الاعلام الاخبارية والصحفيين فى دول لها أنظمة وخبرات مختلفة.
وتأكيدا على أهمية وضرورة حماية الصحفيين، نحث المجتمع الدولي على احترام حقوق الصحفيين والمؤسسات الاعلامية، على وجه الخصوص الحق فى الوصول إلى المعلومات ونشرها. كما ان تفعيل هذه الحقوق يمكِّن الشعوب من أن تبقى على وعى، بل وتواصل، مع الحقائق والاحداث التى تؤثر على حياتها.
وباعتبار وسائل الاعلام الاخبارية تلعب دورا حيويا فى تشكيل الرأي العام فى كافة المجتمعات – وكذا التأثير على السياسات العامة الخاصة بالقضايا الهامة لحياة الناس – ندعو المجتمع الدولى إلى احترام حقوق الصحفيين والمؤسسات الاعلامية لينالوا الحماية التى توفرها القوانين الدولية لحقوق الانسان بالنسبة للمدنيين فى مناطق الصراعات المسلحة.
وستعمل أمانة القمة العالمية للاعلام بالتعاون مع الأعضاء وكذا المنظمات الدولية على استكشاف الآليات التى ستساعد فى ضمان سلامة الصحفيين على مستوى العالم.
وستستمر القمة العالمية للاعلام فى مهمتها الخاصة بتوفير تدريب للصحفيين فى مختلف مجالات الانتاج الاعلامي وفى مجال السلامة فى البيئات الخطرة وفى مجال الوعي بحقوق ومسئوليات الصحفيين.
وفى مواجهة التغيرات السريعة فى التكنولوجيا فى عصر المعلومات، نعتقد أنه يجب علينا التكيف مع الفرص التى تتاح أمامنا، فى حين التمسك بقيمنا الصحفية الجوهرية والمعايير الاخلاقية والمهنية.
نشجع المؤسسات الاخبارية على زيادة التبادلات بين أعضائها، وعلى تشارك الخبرات فيما بينها فى محاولة للتعلم من بعضها البعض من أجل التوسع فى التعاون متبادل النفع.
وفى هذا الخصوص، تتشرف القمة العالمية للاعلام دائما بالترحيب بالاعضاء الجدد للتأكيد على أنها تمثل بحق كافة المناطق الجغرافية فى العالم وكافة أنماط الاعلام.
وعلى صعيد الآمال فى تشجيع الابداع والابتكار فى مجال الصحافة، ستستمر القمة العالمية للاعلام فى منح الجوائز العالمية للتميز وستعمل على توسيع الفئات التى تفوز بهذه الجوائز القيمة.
كما نشجع المؤسسات الاعلامية على تعزيز التعاون مع نظيراتها الدولية والقيام بحملات مشتركة للخدمة العامة ولعب دور أكبر فى تعزيز التفاهم الانساني.
عذراً التعليقات مغلقة