تعيد إيران تشكيل هوية سوريا من خلال تنفيذ عمليات تغيير ديموغرافي، الأمر الذي سينعكس مستقبلاً ليس على سوريا وحدها، وإنما أيضاً على النفوذ الإيراني في المنطقة.
وكشفت صحيفة الغارديان البريطانية، في تقرير لها، أن إيران تسعى إلى طرد السنة من دمشق ومحيطها، وتأمين الطريق الرابط بين دمشق إلى الحدود اللبنانية، وإحلال عوائل شيعية من العراق ولبنان محل العوائل السنية التي يتم طردها.
وتشير الصحيفة إلى أن جهود إيران حالياً تتركز على تهجير أهالي الوديان التي تربط بين دمشق ولبنان، وهو الأمر الذي جرى التركيز عليه منذ انطلاق الثورة السورية قبل ستة أعوام، وإحلال سكان جدد مختلفي الولاء، وذلك ضمن خطة إيرانية لتعزيز قبضتها على سوريا من خلال عمليات التغيير الديموغرافي.
مقايضة السكان باتت عنصراً بارزاً في أي خطة لوقف إطلاق النار بين النظام وفصائل المعارضة السورية، وهي على ما يبدو محاولة لإعادة ترتيب البلاد بين مناطق لمعارضي الأسد ومناطق نفوذ لمؤيدين له تقودها إيران، ومن ثم يسهل التحكم والسيطرة عليها لتعزيز مصالح طهران، كما أنه أمر سيمنح إيران مستقبلاً ورقة هامة في أي مفاوضات تتعلق بسوريا.
وفي الوقت الذي توصلت فيه روسيا وتركيا إلى اتفاق لوقف إطلاق نار شامل في سوريا، تمهيداً للوصول إلى توافق سياسي بين نظام الأسد والمعارضة، فإن إيران تكثف جهودها لإجراء تغيير جذري في المشهد الاجتماعي بسوريا، وترسيخ نفوذها من طهران وحتى الحدود الشمالية للأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل.
وتنقل الغارديان عن مسؤول لبناني كبير قوله: إن “إيران والنظام لا يريدون السنة بين دمشق وحمص والحدود اللبنانية، وهذا يمثل تحولاً تاريخياً في طبيعة سكان تلك المنطقة”.
ومنذ وقف إطلاق النار، الذي جرى في الثلاثين من الشهر الماضي في بعض المناطق، كان تهجير الأهالي والسكان على رأس المطالب التي يتقدم بها النظام والمليشيات الداعمة له وإيران، وتمثل ذلك في العديد من المناطق والمدن، وخاصة تلك المحيطة بدمشق.
Sorry Comments are closed