فاز المهندس السوري عبد الرحمن الأشرف بجائزة “الشباب الأوروبي الرقمي”، من خلال مسابقة تنظمها منظمة “إنترناشيونال سنتر فور نيوميديا” في سالزبورغ بالنمسا، وذلك لابتكاره طريقة لتتراسل عبر الواي فاي والبلوتوث بين الهواتف دون إنترنت، وفقاً لما ذكرته “هافينغتون بوست عربي”.
ونقلت “هافينغتون بوست” عن عبد الرحمن قوله: إن مشروعه يعمل على مبدأ نقل الرسائل من قبل ساعي البريد، لكن عوضاً عن الورق يتم النقل “إلكترونياً”.
وأضاف أن الرسائل ستنتقل من هاتف ذكي إلى آخر في منطقة ما من خلال الواي فاي أو البلوتوث أو غيرها من وسائل الاتصال بين الهواتف على أن يتحول كل مستقبل إلى مرسل أيضاً، حتى تصل الرسالة إلى الطرف الآخر من المدينة على سبيل المثال الذي يتوفر فيه شبكة الإنترنت وبالتالي تذاع الرسالة على الشبكة.
وأوضح أن ذلك يتم عن طريق تفعيل المستخدم وضعية دون اتصال أو الطوارىء في هاتفه، عندئذٍ سيبدأ الجهاز الاتصال بالأجهزة الأخرى المجاورة بشكل أوتوماتيكي، وبالتالي الاستمرار بالعمل على برامج التواصل، لكن ضمن نطاق معين كالحي أو المدينة التي يتواجد فيها والخالية من خدمة الإنترنت.
وأشار الأشرف إلى أن “مشروعه يتضمن إلى جانب نظام الإرسال، نظام تنبيه أيضاً عن طريق الضوء والصوت، يعمل على إيصال رسالة للمتواجدين في منطقة معينة، لكي لا يتوجهوا نحو مكان محدد يشكل خطورة على حياتهم، كعثور السلطات على قنبلة في مكان ما”.
ويسعى الأشرف إلى أن تكون هذه الخدمة متواجدة في أنظمة تشغيل الهاتف المحمول مسبقاً، لأن في حال تحويل هذه التقنية إلى تطبيق، لن يتمكن ممن ليس لديهم خدمة الإنترنت من تحميله وبالتالي عدم الاستفادة منه.
وبحسب ما ذكره الموقع فإن هذا المشروع يعتمد على تقنية “ميش نيتوركينغ”، التي عادة ما تستخدم في المناطق الصحراوية لتكرار الرسائل، لكنها لم يسبق وأن استخدمت في مجال توفير الاتصالات في مناطق الكوارث والحروب.
وعبدالرحمن قد درس الهندسة المعلوماتية في سوريا، وسافر إلى ألمانيا وحصل على الماجستير من الجامعة في قسم “تقنية البرمجيات”، وذكر أن الظروف في سوريا وانقطاع شبكة الإنترنت دفعه إلى ابتكار هذه التقنية، التي سيتفيد منها البلدان التي تعيش الحروب أو التي تصيبها الكوارث، وفي الأماكن التي تنقطع فيها شبكة الاتصالات في الطوابق السفلية بالمباني أو بمحطات المترو، بالإضافة إلى أنها تعتبر حلاً للفقراء العاجزين عن دفع اشتراكات الإنترنت.
والجدير بالذكر أن مشروع الأشرف اُختير مع 12 مشرعاً من بين 167 مشروعاً ضمن المسابقة، ليفوز بعدها بالجائزة عن مشروعه الذي حمل اسم “فري كوم”.
ونقل الموقع عن لجنة التحكيم التي اختارت هذا المشروع قولها: “إن المشروع جدير بالثناء لأنه يعالج المشاكل الاجتماعية العصرية”، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي وراء اختيار المشروع هو “إدماجه في التكنولوجيا دون الحاجة لتحميلها من الإنترنت”.
عذراً التعليقات مغلقة