ادعى رئيس النظام السوري بشار الأسد أن منطقة وادي بردى، خزان مياه دمشق، والتي شهدت الإثنين تجدداً للمعارك، غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مبدياً استعداده للتفاوض حول كل الملفات في محادثات آستانا، باستثناء مسألة بقائه في السلطة. حسب وكالة فرانس برس.
ورغم دخول وقف شامل لإطلاق النار حيز التنفيذ نهاية الشهر الماضي بموجب اتفاق روسي تركي، تتواصل الاشتباكات بين جيش الأسد وحلفائه من جهة والفصائل الثورية المقاتلة من جهة أخرى في منطقة وادي بردى منذ ثلاثة أسابيع، مع استمرار انقطاع خدمة المياه عن معظم العاصمة.
وقال الأسد في مقابلة مع وسائل اعلام فرنسية، بحسب ترجمة عربية نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الاثنين، إن “وقف إطلاق النار لا يشمل النصرة وداعش”، لافتاً إلى أن منطقة وادي بردى “التي تشمل الموارد المائية للعاصمة دمشق تحتلها النصرة.. وبالتالي فهي ليست جزءاً من وقف إطلاق النار”.
وأضاف أن “دور الجيش السوري هو تحرير تلك المنطقة لمنع أولئك الإرهابيين من استخدام المياه لخنق العاصمة”.
وتعد منطقة وادي بردى الواقعة على بعد 15 كيلومتراً عن دمشق مصدر المياه الرئيسي إلى العاصمة. وبدأ نظام الأسد هجوماً للسيطرة على المنطقة في 20 كانون الأول/ ديسمبر، وتسببت المعارك بعد يومين من اندلاعها بانقطاع المياه بالكامل عن معظم أحياء دمشق، نتيجة تضرر إحدى مضخات المياه الرئيسية بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويستثني اتفاق وقف إطلاق النار التنظيمات المصنفة “ارهابية” وعلى رأسها تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”.
وتقول موسكو ودمشق إن الهدنة تستثني أيضاً جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) في وقت تنفي الفصائل الثورية ذلك، وتصر على أنه لا وجود لمقاتلي الجبهة في وادي بردى.
استعداد للتفاوض
وخلال المقابلة، أعرب الأسد عن استعداده للتفاوض حول كل الملفات باستثناء مسألة بقائه في السلطة.
وقال “نحن مستعدون للتفاوض حول كل شيء. عندما تتحدث عن التفاوض حول إنهاء الصراع في سوريا أو حول مستقبل سوريا فكل شيء متاح وليست هناك حدود لتلك المفاوضات”.
ورداً على سؤال حول استعداده لمناقشة مصيره كرئيس، اجاب الأسد “نعم، لكن منصبي يتعلق بالدستور، والدستور واضح جداً حول الآلية التي يتم بموجبها وصول الرئيس إلى السلطة أو ذهابه (…) الشعب السوري كله ينبغي أن يختار الرئيس″.
لكنه أردف متسائلا “من سيكون هناك من الطرف الآخر؟ لا نعرف حتى الآن. هل ستكون معارضة سورية حقيقية؟ وعندما أقول حقيقية فإن ذلك يعني أن لها قواعد شعبية في سوريا، وليست قواعد سعودية أو فرنسية أو بريطانية”.
وفي هذا الإطار، اعتبرت بسمة قضماني عضو الوفد المفاوض، المنبثق عن المعارضة السورية، أن “الروس هذه المرة جادون وحازمون. يريدون الخروج من النزاع، ذهبوا في الخيار العسكري أبعد مما كان في مصلحتهم”.
وقالت لوكالة فرانس برس إن الروس “لا يمكنهم تحقيق نصر كامل، فذلك سيستمر لسنوات (…) ولهذا هم يريدون الآن حلا سياسيا وأن يكون هذا اللقاء في آستانا ذات مصداقية”.
Sorry Comments are closed