ألمحت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم بين روسيا وتركيا لوضع حد للحرب في سوريا، بدا مهزوزاً في ظل غياب الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق استثنى الولايات المتحدة كطرف فاعل، وسط آمال بأن تقوم محاولة السلام هذه بما فشلت به أمريكا من خلال عدد لا يحصى من الهدن والجهود التي دعمتها (الولايات المتحدة).
روسيا الآن هي القوة الأكثر نفوذاً في سوريا، وهي من يمسك بزمام المبادرة في الاتفاق الذي أبرم أخيراً ، في حين يبدو أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد يراهن على هيبته في ضمان نتيجة ناجحة لوقف إطلاق النار.
تركيا، التي هي الشريك الرئيس الآخر في هذه العملية، تتمتّع بقدر من الضغط على المعارضة أكثر مما فعلته الولايات المتحدة في أي وقت مضى، وقبل كل شيء لأنها تسيطر على الحدود التي يعتمدون عليها في إمدادات الأسلحة.
لكن استمرار العمليات القتالية في منطقة دمشق، والتي شابت اليوم الأول من الهدنة، بمثابة تذكير بأن حكومة بشار الأسد كانت دائماً طرفاً متردداً في وقف إطلاق النار، الأمر الذي يهدد الجهود التي تعمل على التقدم مع الطرف الحكومي في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن نيكولاس هيرس، من مركز الأمن الأمريكي الجديد، قوله: “ليس في مصلحة الأسد أن يكون هناك وقف لإطلاق النار؛ لأن الأسد يتحرك ببطء، ولكن بثبات؛ لضمان سيطرته على ريف دمشق”.
وأضاف هيرس: “وقف إطلاق النار هو مجرد خطوة واحدة في مبادرة أوسع برعاية روسيا وتركيا، تهدف إلى وضع الفصائل معاً لإجراء محادثات سلام، الشهر المقبل، في مدينة آستانا، عاصمة الدولة الواقعة في آسيا الوسطى؛ كازخستان”.
وتشير الصحيفة إلى أن الخطوط العريضة لمبادرة السلام هذه تختلف قليلاً عن جهود مماثلة أطلقت في العام الماضي من قبل الولايات المتحدة، التي تنص على أن وقف إطلاق النار سيعقبه محادثات سلام في جنيف، وكما كان الحال مع الجهود التي تدعمها الولايات المتحدة، لا تزال تفاصيل الخطة الروسية غامضة، فإنه لا يزال من غير الواضح ما هو نوع التسوية؟ في الوقت الذي تأمل فيه موسكو بأن تخرج أكثر نفوذاً على الأرض مما عليه الحال قبل الاتفاق.
من جهة أخرى، فإن لإيران دوراً حاسماً في تحديد نجاح وقف إطلاق النار، وقد شملت روسيا إيران؛ باعتبارها واحدة من الرعاة الرئيسيين الثلاثة لعملية السلام، لكن إيران، التي تتمتع بنفوذ سياسي من خلال العديد من المليشيات المدعومة من قبلها في القتال على الأرض نيابة عن الأسد، وخصوصاً حول دمشق، لم تظهر بشكل بارز في المفاوضات بين روسيا وتركيا.
ويرى هيرس أنه من المحتمل أن تعاني هذه الهدنة من المشاكل العديدة نفسها التي أفشلت جهود الولايات المتحدة لضمان التوصل إلى تسوية عملية؛ وتشمل هذه المشاكل الانقسامات العميقة داخل المعارضة، وحدود تأثير القوى الدولية في حلفائهم، وعدم وجود نهاية محددة وواضحة في ظل وجود المتشددين في كلا الطرفين، ما يعني أنه ليس لدينا الظروف المناسبة لوقف إطلاق النار.
Sorry Comments are closed