وأشارت المصادر إلى أن تلك الزيارة تناولت ملفين الأول رغبة مصر في فرض دور محوري لها في التقارب بين المعارضة والحكومة والثاني استمرار تناقل المعلومات الاستخبارية عن المصريين الذين انضموا إلى المعارضة السورية وتلقوا تدريبات عسكرية وبدأوا في العودة إلى القاهرة.
وذكرت المصادر أن الطرفين اتفقا على تنسيق المواقف سياسيا بين دمشق ومصر.
وقبل أقل من شهرين، زار “علي المملوك” القاهرة، في زيارة أعلنت عنها وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام (سانا)، بناءً على دعوة من الجانب المصري.
وحسب الوكالة، فإن “مملوك” التقى أثناء الزيارة التي استغرقت يوما واحدا، اللواء “خالد فوزي” رئيس جهاز المخابرات نائب رئيس جهاز الأمن القومي في مصر وكبار المسؤولين الأمنيين.
وتم الاتفاق بين الجانبين على تنسيق المواقف سياسيا بين دمشق ومصر، وكذلك تعزيز التنسيق في مُفَاتَلَة الإرهاب الذي يتعرض له البلدان، وفق الوكالة ذاتها.
مراقبون قالوا آنذاك إن زيارة “مملوك” إلى القاهرة لم تكن الأولى؛ إذ أفادت وسائل إعلام عدة بوجود زيارات سابقة، التقى في بعضها الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”، ومنها في أغسطس من العام الماضي، إلا أن الزيارة الأخيرة هي أول زيارة للمسؤول الأمني السوري للقاهرة التي تكشف النقاب عن عنها وسائل الإعلام الرسمية.
وتزايدت تلك الزيارات مع بداية غضب العلاقات بين القاهرة والرياض على خلفية تصويت مصر لصالح قرار روسي حول دمشق بمجلس الأمن، وما تلا ذلك من وقف الإمدادات النفطية السعودية للقاهرة.
ونهاية الشهر الماضي، حكي في غضون وقت قليل جداً الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”، صراحة، أنه يدعم «الجيش السوري» التابع لنظام “بشار الأسد”.
وردا على سؤال حول إمكانية إشراك قوات مصرية فى عمليات سلام بسوريا، أجاب “السيسي” بأنه “من المفضل أن القوات الوطنية للدول هى التى تقوم بالحفاظ على الأمن والاستقرار فى مثل تِلْكَ الأحوال، حتى لا يكون هناك حساسيات من وجود قوات أخرى تعمل لإنجاز تِلْكَ المهمة”.
وأضاف: “الأولى لدينا أن ندعم الجيش الوطنى على سبيل المثال فى ليبيا لفرض وضع اليد على الأراضى الليبية والتعامل مع العناصر المتطرفة وإحداث الاستقرار المطلوب، ونفس الكلام فى دمشق، حيث ندعم الجيش السورى، وأيضا في العراق”.
وأشار “السيسي” إلى أن “دمشق تصاب من أزمة عميقة فِي غضون 5 سنوات، وموقفنا في مصر منها يتمثل في أننا نحترم إرادة الشعب السوري، وأن إيجاد حل سياسي للأزمة السورية هو الحل الأمثل، ولا بد من التعامل بجدية مع الجماعات الإرهابية ونزع السلاح منها، بالإضافة إلى وحدة الأراضي السورية حتى لا يتسبب في تجزئة مشكلة دمشق، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب فى دمشق”.
والشهر الماضي كذلك علي الناحية الأخري ، بصورة عام أيضا ، أكدت مصادر إعلامية موالية لنظام “بشار الأسد” قيام وفد عسكري مصري بزيارة القاعدة العسكرية الروسية في محافظة طرطوس على الساحل السوري.
وحكت في غضون قليل “صفحة أخبار طرطوس”، الموالية لنظام “الأسد”، إن أغلب الجنرالات المصريين عقدوا اجتماعات مكثفة مع الجنرالات الروسية في القاعدة المنشأة حديثاً.
وأضافت أن الجنرالات المصريين قاموا بجولة عسكرية عبر طائرات النظام المروحية على عدة جبهات عسكرية تتبع قوات المعارضة في عدة مناطق لم تأتِ على ذكر أسمائها.
ولفتت إلى أن الضباط المصريين الذين التقوا بقيادات عسكرية روسية في طرطوس يتبعون للجيش المصري الميداني الثاني، الذي يتخذ من الضفة الغربية لقناة السويس مقراً له.
Sorry Comments are closed