غزة: حصار مستمر وتدهور إنساني شامل

توقف المساعدات وتصاعد الخسائر البشرية في ظل الإغلاق والقصف

فريق التحرير 328 يوليو 2025آخر تحديث :

حرية برس _ رنيم سيد سليمان

تعاني اليوم غزة من مجاعة ممنهجة، نتيجة حصار الاحتلال الإسرائيلي الخانق، الذي يمنع دخول الغذاء والماء والدواء منذ عدة أشهر، وتعيش مئات الآلاف من العائلات في ظروف غير إنسانية وسط قصف متواصل ودمار شامل للبنية التحتية.

ووفقاً لتصريحات وزارة الصحة في غزة، فإن هذا الحصار أدى إلى أزمة إنسانية متفاقمة تشمل نقصًا حادًا في المواد الغذائية وانهيارًا في النظام الصحي، في وقت لا تزال فيه مئات الآلاف من العائلات دون مأوى أو مصدر دخل.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في تقريرها الصادر بتاريخ 28 يوليو 2025، بوفاة 147 شخصًا جراء الجوع وسوء التغذية، من بينهم 88 طفلًا، مؤكدة أن هذا العدد يشمل حالات موثقة في مستشفيات القطاع، في ظل نفاد مخزون الحليب للأطفال والأدوية الأساسية لمعالجة سوء التغذية، خاصة في شمال غزة.

وحذرت حكومة غزة، اليوم، من خطر وفاة حوالي 40 ألف رضيع، نتيجة استمرار منع جيش الاحتلال إدخال حليب الأطفال إلى القطاع، مؤكدةً أن هذا المنع يفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد حياة الأطفال بشكل مباشر، وسط نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية.

ومع استمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي، سجلت وزارة الصحة سقوط عشرات المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، أثناء تجمعهم في طوابير المساعدات القليلة التي يحاول السكان الوصول إليها، كما وثقت الوزارة سقوط أكثر من 200 حالة وفاة في شهر تموز/يوليو فقط، في مناطق تجمع المساعدات الإنسانية في شمال غزة وخان يونس، نتيجة القصف أو التدافع، أو بسبب الإرهاق أثناء الانتظار.

وبحسب بيانات الأمم المتحدة وتقارير صحفية فيما يخص معبر رفح، لم تسجل أي شحنات مساعدات إنسانية دخلت إلى غزة من الجانب المصري خلال الأسابيع الأخيرة، وتُركت عشرات الشاحنات متوقفة في الجانب المصري دون أن يسمح لها بالمرور.وتُشير المنظمات الإغاثية إلى أن عدم فتح المعبر فاقم من الأزمة، نظرًا لكونه المنفذ الوحيد الممكن لتأمين إمدادات طبية وغذائية للقطاع.

ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، في كلمة متلفزة، نظيره الأمريكي دونالد ترامب، إلى وقف الحرب الإسرائيلية في غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، مؤكداً أن الظروف في القطاع “مأساوية ولا تُطاق”، مطالبًا ببذل كل الجهود لتوفير الغذاء والدواء، كما شدد على دور مصر “الأمين والمخلص” في إيصال المساعدات وحرصها على إيجاد حلول لإنهاء الحرب.

يشهد الشارع الفلسطيني والعربي، إلى جانب تظاهرات ضخمة في عواصم غربية، احتجاجات متواصلة تنديدًا بإغلاق معبر رفح وتدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، فقد خرج الفلسطينيون في رام الله ودمشق وصنعاء، واحتشد العرب مع جالياتهم أمام السفارات المصرية.كما نظمت تظاهرات حاشدة في مدن مثل لندن، باريس، برلين، وسويسرا (بيرن)، شارك فيها آلاف المحتجين من منظمات حقوقية وجاليات عربية وعالمية، مطالبين بفتح المعبر دون شروط، ووقف المجاعة ورفع الحصار، واعتبر المحتجون أن استمرار الإغلاق في ظل المجاعة يعدّ مشاركة غير مباشرة في الحصار.

على صعيد الجهود السياسية، تواصلت المفاوضات غير المباشرة بين الأطراف المعنية في الدوحة والقاهرة، لكنها لم تفضِ إلى نتائج ملموسة، وام يتم تنفيذ أي عمليات إجلاء طبي، ولا السماح بدخول كميات كافية من المساعدات، ما زاد من التدهور الإنساني، وتؤكد مصادر دبلوماسية أن المباحثات ما زالت تدور في إطار تفاهمات عامة دون تنفيذ ميداني حقيقي.

وبحسب تقرير موسع نشرته صحيفة Washington Post، بتاريخ 25 يوليو 2025، تظهر البيانات حجم الكارثة الإنسانية المتسارعة في قطاع غزة، نتيجة الحصار والتجويع ونقص الإمدادات، وتشير الإحصائيات إلى:

• أكثر من 59,000 وفاة موثقة منذ بدء العمليات العسكرية في أكتوبر 2023، من ضمنها آلاف حالات الوفاة المرتبطة بالجوع.

• وفاة 133 شخصًا بسبب سوء التغذية في يوليو فقط، بينهم 87 طفلًا.

• أكثر من 1,000 حالة وفاة أثناء انتظار المساعدات الغذائية في مناطق التوزيع.

• حاجة القطاع اليومية إلى مئات الشاحنات من الإمدادات، بينما لا تصل إلا عشرات محدودة، غالبًا عبر نقاط عسكرية غير آمنة.

تتجه الأوضاع في غزة نحو مزيد من الانهيار في ظل غياب أي تحرك فاعل، ويستمر المدنيون في مواجهة المصير وحدهم وسط غياب حلول سياسية أو إغاثية عاجلة.

اترك رد

عاجل