حرية برس : رنيم سيد سليمان

أعلنت الحكومة السورية، مساء اليوم الخميس، عن الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية، في حفل رسمي أقيم في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، بحضور الرئيس السوري “أحمد الشرع”، وعدد من الوزراء والمسؤولين، وبمشاركة جماهيرية واسعة امتدت إلى مختلف المحافظات السورية.
وتأتي هذه الخطوة كجزء من جهود إعادة بناء الصورة الوطنية وتكريس مفهوم الهوية الجامعة، بعد سقوط نظام الأسد البائد في 8 كانون الأول 2024، إيذانًا ببداية مرحلة جديدة من تاريخ سوريا السياسي والاجتماعي.
الشعار الجديد للدولة هو “العقاب الذهبي السوري”، الذي استُلهم من الفتح الإسلامي للشام بقيادة الصحابي الجليل “خالد بن الوليد”، ومن رمزية العقاب في تصميم شعار الدولة السورية الأصلي لعام 1945، الذي أبدعه الفنان التشكيلي “خالد العسلي”.
وفق بيان وزارة الإعلام، فإن العقاب الجديد هو رمز إلى دولة تحرس شعبها بدلًا من السيطرة عليه، ويجسّد مفهوم “حكومة منبثقة من الشعب وخادمة له”، كما عبّر الرئيس الشرع في كلمته خلال الحفل.
وأشار البيان إلى أن الشعار الجديد يُجسّد تحول العلاقة بين الدولة والشعب، إذ يظهر العقاب في وضعية اتزان، بلا “ترس” أو رمزية قتالية، ما يعكس فلسفة الدولة الجديدة كدولة تحمي وتخدم، لا تسيطر أو تُخيف.
وترمز النجوم الثلاث إلى إنهاء القيد القسري بين الدولة والشعب، وتعلو العقاب تعبيرًا عن سيادة الشعب وتحرره.
أما أجنحة العقاب تحتوي على 14 ريشة متساوية، تمثّل المحافظات السورية كافة بتوزيع متناظر، يعكس التوازن والمساواة بين مكونات الدولة.
بينما ذيل العقاب يتكوّن من خمس ريشات، تمثّل المناطق الجغرافية الكبرى: الشمالية، الجنوبية، الوسطى، الشرقية، والغربية.
وبحسب البيان الرسمي، الهوية الجديدة تحمل خمس رسائل جوهرية، وهي:
1. الاستمرارية التاريخية: العقاب الجديد امتداد لتصميم 1945 وليس قطيعة معه.
2. تمثيل الدولة الجديدة: الدولة اليوم وليدة إرادة السوريين.
3. تحرر الشعب: النجوم رمز لانعتاق الشعب وتمكينه.
4. وحدة الأراضي السورية: كل المناطق متكاملة، لا تفاضل ولا إقصاء.
5. عقد وطني جديد: يعيد تعريف العلاقة بين الدولة والشعب.
وشدد الشرع في كلمته، على أن الهوية الجديدة تعبّر عن سوريا “التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم”، مؤكدًا أن التنوع الثقافي والعرقي “هو عنصر إثراء لا تنازع”.
وأضاف أن “الهوية الجديدة تبني الإنسان السوري من جديد، وتمنحه الثقة والكرامة بعد عقود من الهجرة والضياع”، مشيرًا إلى أن الدولة الجديدة ستكون “راعية لأحلام السوريين لا عائقًا أمامها”.
اختُتِم حفل الإطلاق بعروض بصرية احترافية جمعت بين الأصالة والحداثة، امتدت من قصر الشعب وساحة الجندي المجهول في دمشق، إلى الساحات العامة في مختلف المحافظات، في مشهد يعبّر عن بداية صفحة جديدة في تاريخ سوريا، شعبًا ودولةً وهويةً.