
فتاة سحلول – حرية برس:
مع بدء الامتحانات، يجد الطلاب أنفسهم محاصرين بساعات طويلة من الدراسة والتوتر وسط هذا الضغط، يُغفل الكثيرون أهمية التغذية السليمة، رغم كونها عاملاً أساسياً في تحسين الذاكرة، وزيادة التركيز، ومواجهة الإرهاق الذهني.
تقول أخصائية التغذية الدكتورة آلاء أتاسي في حديث لموقع حرية برس” إن ما نأكله ينعكس مباشرة على أدائنا العقلي والجسدي.
الإفطار الصباحي الصحي
تؤكد أتاسي أن وجبة الفطور هي الوقود الأول للدماغ، ولا بد أن تكون غنية بالكربوهيدرات المعقدة كالشوفان أو خبز القمح الكامل، إلى جانب البروتينات مثل البيض أو اللبنة أو الجبنة، مع حصة من الفاكهة الطازجة .
وتشير إلى أن إهمال الفطور يعني بدء النهار من دون طاقة، ما يؤدي إلى تشتت ذهني وضعف في القدرة على الاستيعاب.
تنظيم وجبات الطعام
كما توصي الأتاسي بتقسيم اليوم إلى وجبات خفيفة متوازنة كل ثلاث إلى أربع ساعات، للحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم وتفادي الشعور بالتعب أو النعاس.
وتنصح بأن يبقى كوب الماء إلى جانب الطالب طيلة اليوم، مع إمكانية تناول مشروبات طبيعية دافئة مثل النعناع أو الزنجبيل أو الشاي الأخضر، شرط أن تكون بكميات معتدلة.
وتنوه الأتاسي إلى ضرورة تجنّب الإفراط في المنبهات صحيح أن القهوة أو مشروبات الطاقة قد تبدو خياراً سريعاً للبقاء مستيقظاً، إلا أن الإفراط فيها يؤدي إلى توتر، أرق، واضطراب في النوم، مشيرة إلى أن كوباً أو اثنين من القهوة في اليوم هو الحد الآمن، وكل ما يزيد عن ذلك يصبح عبئاً على الجهاز العصبي.
كما ترى أنه من المهم اختيار وجبات خفيفة ذكية خلال الدراسة، مع الابتعاد عن الوجبات الغنية بالسكر والدهون، واستبدالها بخيارات صحية تمد الجسم بطاقة مستقرة مثل الفواكه، المكسرات النيئة، اللبن، التمر، أو الشوفان. هذه الأطعمة تعزز التركيز وتمنح إحساساً بالشبع دون ثقل أو خمول.
النوم والراحة
وتشير أتاسي إلى أهمية عدم إهمال النوم، فمهما كانت كمية المعلومات التي تذاكرها، فإن غياب النوم يضعف قدرة الدماغ على تثبيت المعلومات وتنظيمها، كما أن الراحة جزء أساسي من التحصيل العلمي، ويجب أن تكون أولوية لا تقل أهمية عن ساعات الدراسة.
كما تنصح بالتركيز على أغذية تدعم دماغك مثل الأوميغا 3 الموجودة في الأسماك والجوز وبذور الكتان تساهم في تقوية الذاكرة والمغنيسيوم المتوفر في اللوز، السبانخ، والأفوكادو يساعد في تخفيف التوتر، أما الحديد، الموجود في العدس، اللحوم، والسبانخ، فيدعم عملية نقل الأوكسجين إلى الدماغ، مما يعزز نشاطه.
وتحذر الأتاسي من الأغذية الضارة التي تحتوي السكريات البسيطة مثل الحلويات والعصائر الصناعية والمعجنات المحلاة، لأنها ترفع سكر الدم سريعاً ثم تؤدي إلى هبوط مفاجئ يسبّب خمولاً وصعوبة في التركيز، كما تنصح بتجنب المشروبات الغازية حتى وإن كانت “دايت”، لاحتوائها على محليات صناعية ومنبهات.
وتشدد على الابتعاد عن الأطعمة المالحة والمصنّعة، وكذلك الوجبات السريعة والدسمة، التي تجهد الجهاز الهضمي وتسحب الدم من الدماغ، ما يؤدي إلى الكسل والتشتت الذهني.
وتختم الأتاسي بقولها:
“لا تستهِن بالغذاء، فهو ما يمنحك الطاقة والتركيز لا تعتمد على القهوة والشوكولاتة فقط، ولا تدرس وأنت جائع أو ممتلئ جداً تناول وجبات خفيفة، اشرب الماء، وخُذ وقتك للراحة والنوم، تغذيتك وصحتك تصنعان فرقاً كبيراً في أدائك… وأنت أهلٌ لهذا التحدي.”
النجاح لا يعتمد فقط على كمية الدروس التي تحفظها، بل على جودة نمط حياتك، غذاؤك، نومك ومزاجك جميعها تترابط لتشكّل أداءك الحقيقي في قاعة الامتحان.