قال مصدر مقرّب من الكرملين اليوم لوكالة بلومبيرغ الأميركية إن روسيا ليست لديها خطة لإنقاذ الأسد، ولا تتوقع ظهور خطة ما دام أن الجيش السوري يواصل التخلي عن مواقعه.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تقدم فصائل المعارضة السورية في مناطق عدة، وسيطرتها على مدن استراتيجية عدة، منها حلب وحماة بعد دحر قوات الأسد والمليشيات الإيرانية منها، ووصولها إلى مشارف مدينة حمص اليوم الجمعة.
وفي الأثناء دعت السفارة الروسية في دمشق رعاياها للمغادرة عبر رحلات تجارية ما دامت هذه الرحلات متوفرة حتى الآن. وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال، أمس الخميس، إن روسيا تراقب الوضع من كثب في سوريا وتقيّم انطلاقاً من الوضع على الأرض حجم الدعم اللازم لها في مكافحة المسلحين، والقضاء على تهديدهم. ولفت بيسكوف إلى أن “موسكو تجري اتصالات بصورة مستمرة مع دمشق”.
وفي السياق، يقول تشارلز ليستر، مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط في واشنطن: “لم يكن مستقبل الأسد أكثر هشاشة مما هو عليه اليوم، وفي الوقت الحالي لا يبدو أن روسيا قادرة، أو ربما حتى راغبة، في إنقاذه”، مشيراً إلى أن “أجزاء كبيرة من ريف حمص لا تزال تدعم المعارضة ضمناً، وهذا من شأنه أن يساعد بشكل كبير في تمهيد الطريق إلى المدينة نفسها”.
وتتحدث وكالة بلومبيرغ عن أن “شبكة المليشيات المتحالفة مع إيران ربما تكون أفضل أملٍ للأسد في الحصول على تعزيزات برية لدعم جيشه المنهار، ما يجعل سوريا تتطلع عبر حدودها الشرقية إلى مجموعات مقرها العراق للحصول على الدعم، بعد تضاؤل قدرات حزب الله اللبناني”. وفي الإطار، يقول المحلل البارز في شؤون إيران والطاقة في مجموعة أوراسيا، غريغوري برو، إن “إيران تحتفظ بمليشيات كبيرة ومجهزة تجهيزاً جيداً هناك، والتي تم نشرها لدعم الأسد في الماضي”، لافتاً إلى أن “المشكلة هي أن الحكومة العراقية مترددة في إقحام العراق في الأزمة السورية”.
وحققت المعارضة السورية تقدماً لافتاً منذ أن بدأت بشن عملية مفاجئة قبل أكثر من أسبوع، إذ نجحت في السيطرة على حلب ثاني أكبر مدينة في البلاد، قبل السيطرة على مدينة حماة الاستراتيجية، كما انسحبت قوات نظام الأسد وقادة مجموعات موالية لإيران، اليوم الجمعة، بشكل مفاجئ من مدينة دير الزور في شرق سوريا لتستلم مقارها ومواقعها مليشيا قوات سوريا الديمقراطية.