حمص – حرية برس:
شهد مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية مغادرة مجموعة جديدة من سكانه باتجاه مناطق سيطرة نظام الأسد، تحت ضغط الظروف المعيشية القاسية والحصار المفروض على المخيم.
وأفاد مراسل حرية برس في حمص بأن مجموعة من النازحين في مخيم الركبان، عادوا إلى مناطق سيطرة نظام الأسد اليوم، رغم عدم وجود ضمانات بعدم تعرضهم للانتهاكات من سلطات نظام الأسد، وأن المزيد من النازحين مجبرون على التفكير بالعودة رغم مخاطرها، خصوصاً مع الحصار المفروض على المخيم من قوات الأسد ومليشيات إيرانية، وتوقف وصول المساعدات الأممية إلى المخيم منذ العام 2019.
وأكدت شبكة البادية 24 المحلية، أن 13 شخصًا، غادروا المخيم مؤخرًا، رغم المخاوف من الانتهاكات المحتملة التي قد يتعرضون لها بعد عودتهم إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، نتيجة الوضع الإنساني المتردي في المخيم جراء حصار قوات نظام الأسد منذ سنوات، حيث ارتفعت أسعار المواد الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة، إذ بلغ سعر صحن البيض 135 ألف ليرة سورية، وكيلو الزعتر 100 ألف ليرة، بينما يباع الطحين بأسعار باهظة.
ويعيش سكان المخيم في حالة من اليأس بسبب الحصار المفروض من قبل قوات الأسد والمليشيات الإيرانية الموالية له، وعدم تحرك المنظمات الدولية لتقديم المساعدات للنازحين في المخيم، ما أدى إلى شح المواد الغذائية والأدوية وارتفاع الأسعار بشكل كبير، إضافة إلى استغلال الأزمات الإنسانية لتحقيق مكاسب مادية على حساب معاناة السكان.
وقد وثقت المنظمات الحقوقية السورية والدولية عشرات الانتهاكات التي تعرض لها أشخاص خرجوا من المخيم باتجاه مناطق سيطرة نظام الأسد خلال السنوات الماضية، بما فيها الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب والتجنيد الإجباري.
ومخيم الركبان هو مخيم يأوي آلاف النازحين السوريين، معظمهم من ريف حمص الشرقي وريف دمشق، أقيم في العام 2014 في منطقة صحراوية نائية ذات بيئة مناخية قاسية، على الحدود بين سوريا والأردن بالقرب من منطقة “التنف” التي توجد فيها قاعدة عسكرية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. ويُعرف المخيم بموقعه القريب من المثلث الحدودي الذي يربط سوريا، الأردن، والعراق.