حذرت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء من أن جيش الإسرائيلي ارتكب “انتهاكات خطيرة” لاتفاق وقف إطلاق النار مع سوريا بينما يواصل جيشه مشروع بناء كبير على طول ما يسمى الخط ألفا الذي يفصل مرتفعات الجولان المحتلة من إسرائيل عن سوريا.
وتأتي تعليقات قوة مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة، التي تقوم بدوريات في المنطقة منذ عام 1974، بعد تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس يوم الإثنين والذي نشر صورا للأقمار الصناعية تظهر مدى الأعمال على طول الحدود.
ويأتي هذا العمل، الذي قالت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك إنها بدأت في تموز/يوليو الماضي، في أعقاب استكمال جيش الاحتلال الإسرائيلي بناء طرق جديدة وما يبدو أنه منطقة عازلة على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل. كما بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في هدم قرى في لبنان، حيث تعرضت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الأخرى لإطلاق النار.
ورغم أن مثل هذا العنف لم يندلع على طول الخط ألفا، حذرت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك من أن هذا العمل قد يؤدي إلى تأجيج التوترات في المنطقة.
وأضافت أن “مثل هذه الانتهاكات الخطيرة (للمنطقة منزوعة السلاح) قد تؤدي زيادة التوترات في المنطقة، وهو ما تراقبه قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك عن كثب”.
ولم يستجب جيش الاحتلال الإسرائيلي على الفور لطلب التعليق. كما رفض مسؤولو نظام الأسد التعليق على أعمال جيش الاحتلال، رغم أن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك وصفت سوريا بأنها “احتجت بشدة” على العمل، وفق ما ذكرته وكالة أسوشيتد برس.
وتُظهر الصور عالية الدقة التي التقطتها شركة Planet Labs PBC في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري لصالح وكالة أسوشيتد برس ما يزيد عن 7.5 كيلومترًا (4.6 ميلًا) من أعمال البناء على طول خط ألفا، بدءًا من على بعد حوالي 3 كيلومترات (1.8 ميلًا) جنوب شرق بلدة مجدل شمس في الجولان، التي تحتلها إسرائيل،.
وتظهر الصور خندقًا بين سدين، ويبدو أن أجزاءً منه قد تم رصفها بالإسفلت حديثاً. ويبدو أيضًا أن هناك سياجًا يمتد على طوله باتجاه الجانب السوري.
ويتبع البناء مسارًا جنوبيًا شرقيًا قبل أن يتجه جنوبًا على طول خط ألفا، ثم يقطع الجنوب الشرقي مرة أخرى، وتُظهر الصور حفارات ومعدات أخرى لتحريك التربة وهي تحفر بنشاط على طول الطريق، مع تكديس المزيد من الأسفلت هناك، ويُعتقد أيضًا أن المنطقة مليئة بالذخائر غير المنفجرة والألغام من عقود من الصراع.
وبينما كانت إسرائيل تنفذ أعمال البناء، التي وصفتها قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بأنها “أنشطة هندسية واسعة النطاق” و”خنادق”، فقد قامت بحماية معدات تحريك التربة بالمركبات المدرعة والدبابات القتالية الرئيسية، حسبما قال جنود حفظ السلام يوم الثلاثاء، وقد عبرت القوات ومعدات تحريك التربة خط ألفا إلى المنطقة منزوعة السلاح في سوريا، والمعروفة لدى قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك باسم “منطقة الفصل”.
وقالت قوات حفظ السلام في بيان “وقعت انتهاكات لاتفاقية فك الارتباط لعام 1974 حيث تعدت أعمال هندسية على خط التماس. وكانت هناك عدة انتهاكات من جانب (إسرائيل) في شكل تواجدها في خط التماس بسبب هذه الأنشطة”.
وقد احتجت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك مراراً وتكراراً على هذا العمل، الذي وصفته بأنه ينتهك اتفاق وقف إطلاق النار على مدى أشهر من البناء حتى الآن.
وأضاف جنود حفظ السلام أن (إسرائيل) أشارت إلى أن الأعمال الترابية الحالية يتم تنفيذها لغرض دفاعي لمنع العبور غير المصرح به والانتهاكات من قبل المدنيين”.
وفي حزيران/ يونيو، أرسلت إسرائيل رسالة مكونة من 71 صفحة إلى الأمم المتحدة تصف ما وصفته بـ”الانتهاكات السورية لخط ألفا والتواجد المسلح في منطقة الفصل التي تحدث يوميا”. واستشهدت الرسالة بالعديد من الانتهاكات المزعومة من قبل المدنيين السوريين الذين عبروا الخط.
واتهم النظام السوري إسرائيل باستمرار بشن هجمات ضد الأراضي السورية من الأراضي التي تحتلها في مرتفعات الجولان. كما شنت إسرائيل هجمات متكررة على سوريا على مر السنين، وخاصة بعد اندلاع حرب الاحتلال على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
واحتلت إسرائيل مرتفعات الجولان السورية في حرب عام 1967. وصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إنشاء قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك لمراقبة منطقة منزوعة السلاح تبلغ مساحتها 400 كيلومتر مربع (155 ميلاً مربعاً) والحفاظ على السلام هناك بعد حرب عام 1973. ويمثل خط فاصل ثانٍ، يُعرف باسم خط برافو، الحد الذي يمكن للجيش السوري العمل فيه. ويتم تحديد الخطوط بالبراميل.
وتضم قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك نحو 1100 جندي، معظمهم من فيجي والهند وكازاخستان ونيبال وأوروغواي، والذين يقومون بدوريات في المنطقة.
وضمت إسرائيل مرتفعات الجولان في عام 1981 – وهي الخطوة التي انتقدها قرار الأمم المتحدة الذي أعلن أن إجراء إسرائيل “باطل ولاغي ولا أثر قانوني دولي له”.
وتبلغ مساحة المنطقة حوالي 1200 كيلومتر مربع (460 ميلاً مربعًا)، وهي أرض مرتفعة استراتيجية تطل على كل من إسرائيل وسوريا.
ويعيش هناك نحو 50 ألف مستوطن يهودي، وعربي غالبيتهم من الطائفة الدرزية.
وفي عام 2019، أعلن الرئيس دونالد ترامب من جانب واحد أن الولايات المتحدة ستعترف بشكل كامل بسيطرة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، وهو القرار الذي لم تغيره إدارة بايدن. ومع ذلك، فهي الدولة الوحيدة الأخرى التي فعلت ذلك، حيث ينظر إليها بقية العالم على أنها أرض سورية محتلة.