أعلنت وزارة الصحة في غزة، يوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 42 ألفا و718 شهيدا، و100 ألف و282 مصابا، في ظل استمرار مجازر الاحتلال في غزة وخاصة في شمالها.
وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي لضحايا حرب الاحتلال أن الحصيلة ارتفعت إلى 42718 شهيدا و100 ألف و282 مصابا منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأوضحت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية “7 مجازر ضد العائلات في القطاع وصل من ضحاياها للمستشفيات 115 شهيدا و487 إصابة”.
وأشارت الوزارة إلى أنه “ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
وفي الأثناء، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها الدموي ومجازرها في مختلف مناطق قطاع غزة، في حين يتواصل حصار وقصف محافظة شمال غزة لليوم 18 على التوالي عبر قصف المنازل ومراكز الإيواء ونسف وتدمير وحرق أحياء سكنية كاملة إضافة إلى منع إدخال الطعام والمياه والأدوية إلى المنطقة وسط أوضاع إنسانية وصحية يصفها مسؤولون فلسطينيون بـ”الكارثية”.
واستشهد 70 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة، أمس الثلاثاء، بينهم 57 في شمال القطاع، ومن بين الشهداء ثمانية سقطوا في قصف مدفعي استهدف نازحين في منطقة العلمي في مخيم جباليا، فضلا عن عدد من الإصابات بينها إصابات خطيرة.
وفي مجزرة أخرى، سقط 12 شهيدا وعشرات المصابين في قصف مدفعي استهدف مواطنين نازحين عند مفترق أبو الجديان في مشروع بيت لاهيا، فيما سقط ثلاثة شهداء في بلدة بيت لاهيا التي سقط فيها أيضا 7 شهداء في قصف على مدرسة تؤوي نازحين.
كما استشهدت سيدة وأصيب عدد من المواطنين في قصف مدفعي استهدف بوابة مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع.
وقال المسعف في جهاز الدفاع المدني في القطاع، معتز أيوب لوكالة الأناضول: “لليوم 18 يواصل الجيش غاراته (الجوية) وقصفه المدفعي على بلدة جباليا وأنحاء متفرقة من محافظة الشمال”.
وأكد أن طواقم الدفاع المدني والفلسطينيين في الشمال يجدون صعوبة في الوصول للضحايا لانتشالهم، بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لهم. واستكمل: “ما زالت جثامين الشهداء في الشوارع والطرقات”.
وبسبب صعوبة الوصول للمقابر، قال أيوب إن بعض الأهالي لجأوا لدفن ذويهم في “الأسواق الشعبية في مشروع بيت لاهيا”. أما “الشهداء” الذين ينقلون إلى المستشفى، فيتم “دفنهم (بملابسهم) دون تكفينهم لنفاد الأكفان في مستشفى كمال عدوان”، كما أردف.
فيما بين محمد المقادمة، وهو نازح موجود في مشروع بيت لاهيا أن ” الاستهدافات أدت لسقوط عشرات الشهداء في الشوارع واضطر الأهالي لدفنهم دون أكفان في الطرقات العامة”.
ووفق مصادر طبية، لم تعد تتوفر أكفان في مستشفيات شمال القطاع بسبب نفادها جراء الأعداد الكبيرة من الشهداء الذين سقطوا خلال الأسابيع الماضية، وقالت حركة “حماس” إن عددهم وصل إلى 700.
وفيما طالبت ” الأونروا” بهدنة في الشمال، قال مفوضها العام، فيليب لازاريني، إن الوضع الإنساني وصل إلى مرحلة رهيبة، مشيرا إلى أن الجثث ملقاة على جوانب الطرق أو مدفونة تحت الأنقاض.
وأضاف في بيان على منصة التواصل الاجتماعي إكس “الناس في شمال غزة ينتظرون الموت وحسب. يشعرون بالنبذ وفقدان الأمل والوحدة”.
وفي مدينة غزة، اقترفت قوات الاحتلال مجزرة جديدة راح ضحيتها ثمانية شهداء وعدد من المصابين، حين قصفت مجموعة من المواطنين في محيط صالة النجوم في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة.
كذلك أفادت مصادر محلية باستشهاد 4 مواطنين وإصابة آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف عيادة جمعية التوبة في بلدة عبسان الكبيرة في خان يونس.
وإضافة إلى الشهداء والجرحى خلفت الإبادة الإسرائيلية بالقطاع آلاف المفقودين، ودمارا هائلا في الأبنية السكنية والبنى التحتية، ومجاعة قاتلة لا سيما في الشمال أودت بحياة أطفال ومسنين.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي مجازرها بغزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.