ما هو إدمان السكريات عند الأطفال؟
ربما لا تكون السكريات مسببة للإدمان كما هي المواد غير المشروعة والكحول؛ غير أن تأثيرها متشابه على جسم الإنسان، حيث إن أي مادة تسبب تحفيزا زائدًا لمراكز المكافأة في الدماغ؛ تستطيع أن تصبح إدمانيةً بالنسبة للأطفال؛ وـتعد السكريات وألعاب الفيديو من الـعـادات الإشــكاـليـة الــتـي قــد تـرافـق التعرض للروتين.
تحول السكريات المضافة الطعامَ إلى وجبة لذيذة، لكنها لا تطور أو تدعم أي قيمةٍ غذائية للوجبة؛ إذ إن دورها الرئيس هو تحسين مذاق الطعام.
يعمل التحفيز القادم من السكريات مثل شعور الانغماس الجيد، وهذه التغذية الراجعة الإيجابية، تستطيع خلق حالة من الإدمان النفسي.
لا يسبب إدمان السكريات أعراض انسحاب جسدية، على الرغم من أن العديد من الأشخاص الذين يريدون تناول السكريات؛ قد يشعرون بالهياج أو العصبية إذا لم يسمح لهم بذلك.
كيف يصبح الأطفال مدمنين على السكريات؟
قد يصبح الأطفال مدمنين على السكريات بسهولة، خصوصا أن معظم الطعام المسوق للأطفال مضاف إليه كمية كبيرة من السكريات، وقد أوصت جمعية القلب الامريكية؛ بأن لا يتناول الأطفال أكثر من 25 غراما من السكريات يوميا.
مثلاً: تحتوي كأس الحليب بالشوكولاته على 24 غراما من السكر المضاف، أي أنك تختصر كل الكمية المسموح تناولها طول اليوم بكأس صغير واحد!
في أمريكا مثلا؛ العديد من الأهل مشغولون، حيث أصبح من الشائع في الأسرة أن يعمل الوالدان معا لتلبية احتياجاتها، وحتى الأهل الذين يبقون في المنزل، عادة ما يجدون أنفسهم مرهقين من الضرائب، والاجتماعات، والتمارين واللقاءات، وما بعد الأنشطة المدرسية، ويعمل الأهل جاهدين لتلبية احتياجات أطفالهم، خصوصا التأكد من أن تغدية أطفالهم كافية؛ ما يؤدي إلى اعتمادهم على الوجبات المريحة، والوجبات الخفيفة غير الصحية.
هناك العديد من الطعام الصحي والوجبات الخفيفة الصحية التي يعتقد العديد من الأهالي أنهم يشترونها أصلا، حيث أنه لا يظهر دائما أن الطعام الذي يعتمدون عليه؛ مليئ بالسكر المضاف، ما يجعل السكر المضاف دعامة أساسية في غذاء الطفل على الرغم من عدم إدراك الأهل لذلك، وسيفترض الأطفال أن الطعام المضاف إليه السكر هو المعتاد.
ومع مرور الوقت سيطور الأطفال خيارات تفضيلية للطعام المضاف إليه السكر وسيصبحون أقل اهتماما بالطعام الاعتيادي؛ لن يتذوق الأطفال الطعام بشكل صحيح عندما يستخدمون نكهة السكر المضاف إلى معظم الأشياء التي يتناولونها.
ما هي عواقب إدمان السكريات؟
تقريبا 20% من الأطفال في أمريكا يعانون من السمنة، على الرغم من أن السكر المضاف ليس الملام حصرًا؛ إلا أنه يلعب دورا رئيسًا؛ فالسكر المضاف يرفع من كثافة السعرات الحرارية في الجسم، حيث تـضـاف أربع سعرات حرارية لكل غرام من السكر المضاف؛ بـدون تـطـويـر أي مــن عوامل الشبع أو التغذية إلى محتويات الغذاء.
قد يتعرض الأطفال إلى زيادة الوزن؛ عند تجاوز المعدل الأمريكي المسموح لتناول السكريات؛ خصوصا إذا ما كان نمط الحياة خاليا من الحركة.
قد يصبح الطفل معرضا للسمنة وللاثار الصحية الضارة المصاحبة لها، ويعتبر السكر المضاف مساهما رئيسا في تطور مرض السكري.
فوائد إزالة السكر المضاف من غذاء الطفل
إن إزالة السكر المضاف أو تحديد كميته ضرورة حتمية من أجل الحفاظ على صحة الطفل، وأمر حيوي لجعل عادات تناول الطعام الصحي اعتيادية أكثر؛ ما يسهم في الحفاظ على نمط حياة متوازن؛ عندما يبدأ هؤلاء الأطفال بالاستقلال والاختيار بأنفسهم.
حلول عملية للتخلص من إدمان السكريات
• ضع مثالاً إيجابياً: يميل الأطفال لتبني عادات أكل صحية اذا رأوا البالغين يفعلون ذلك أيضا؛ لذا كن قدوة حسنة لهم وقم بتحديد كمية السكر في نظامك الغذائي، وتناول غذاء صحيا أكثر.
• تخزين الوجبات الخفيفة الصحية: استبدل الوجبات السكرية بأخرى صحية، احتفظ بكميات متنوعة من الفاكهة والخضار الطازجة، والألبان والمكسرات باستمرار.
• قراءة الملصقات: علم طفلك كيفية قراءة الملصقات وفهم محتويات وجباتهم الخفيفة المفضلة، والبحث عن السكر المخفي تحت أسماء مختلفة مثل السكروز، الفركتوز، وشراب الذرة.
• التخفيف التدريجي: إذا كان طفلك يتناول السكر بكميات كبيرة؛ فإن التغيير المفاجئ قد يتعرض للمقاومة؛ لذا خفف تدريجيا من كمية السكر عن طريق تخفيف الشراب السكري بالماء، أو استبدال السكر بالعسل عند تحضير الوصفات.
• التوعية حول العواقب الصحية: قد تكون مناقشة العواقب الصحية بشكل مناسب للعمر؛ مفيدة في تخفيف استهلاك السكر، اشرح لهم كيف يؤدي السكر الزائد إلى تسوس الأسنان، وزيادة الوزن، ومشاكل صحية أخرى.
• كن صبورا وداعما: من المهم التذكر أن التخلص من اشتهاء السكريات قد يأخد وقتا؛ لذا كن صبورا، ووفر الدعم التشجيعي خلال هذه الفترة.
• تشجيع النشاط الجسدي: تساعد التمارين المنتظمة على تنظيم سكر الدم وتقليل اشتهاء السكريات، شجع طفلك على الانخراط بها.
إدمان السكريات عند الأطفال.. تأثيرات ضارة هكذا نتجنبها
إعداد وترجمة ساجدة يحيى
Sorry Comments are closed