توقف عمليات الإغاثة الأممية في غزة مع تكثيف الاحتلال هجماته على دير البلح

فريق التحرير26 أغسطس 2024آخر تحديث :
عشرات الشهداء ودمار واسع في دير البلح في غزة جرّاء القصف الإسرائيلي – شبكة قدس الإخبارية

حذر مسؤول كبير في الأمم المتحدة من أن المنظمة الدولية اضطرت إلى وقف عملياتها الإنسانية في غزة، بعد أن أصدر الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة للمدنيين في مدينة دير البلح.

ومع انتهاء الجولة الأخيرة من المحادثات رفيعة المستوى من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حرب الاحتلال على غزة المتواصلة منذ عشرة أشهر دون التوصل إلى اتفاق نهائي يوم الأحد، أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمر إخلاء آخر في جزء من دير البلح قالت إنه أصبح الآن “يعتبر منطقة قتال خطيرة”.

وتقول سلطات المدينة إن 250 ألف فلسطيني نزحوا حتى الآن من هناك في الأسابيع الأخيرة، مع إجبار الأسر على النوم بلا مأوى على الطرق والشاطئ القريب، في حين حذرت الأمم المتحدة من نقص في المياه بنسبة 85 في المائة بسبب بقاء ثلاثة آبار فقط من أصل 18 بئرا في المدينة عاملة.

وحذر مسؤول كبير في الأمم المتحدة، تحدث إلى رويترز شريطة عدم الكشف عن هويته، اليوم الإثنين، من أنه “اعتبارا من صباح اليوم، لن نعمل في غزة” لتسليم المساعدات الإنسانية لأننا “غير قادرين على التسليم اليوم في ظل الظروف التي نعيشها”.

وقال المسؤول “نحن لا نغادر (غزة) لأن الناس بحاجة إلينا هناك”، مضيفا أن توجيهات وجهت للموظفين على الأرض لمحاولة إيجاد طريقة لمواصلة العمل.

وقالت الأمم المتحدة إنها نقلت في وقت سابق قيادتها الرئيسية لعمليات قطاع غزة ومعظم موظفيها إلى دير البلح بعد أن أمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء رفح، مضيفة: “إلى أين ننتقل الآن؟ … المساحة المتاحة للعمل أصبحت مقيدة أكثر فأكثر من أي وقت مضى”.

وقالت امرأة فلسطينية إنها وأطفالها تشردوا حتى الآن 11 مرة.

“تركت نصف أطفالي ورائي بالقرب من أثاثي وأنا الآن مع صغاري وابنتي، الله وحده قادر على مساعدتنا… ليس لدي نقود للمواصلات وسأذهب إلى المنطقة 17 حيث تقيم عائلتي على قدمي. أخذت أطفالي وتركت ثلاثة خلفنا. لا أعرف أين”، قالت المرأة.

وأجبرت الأوامر الجديدة العديد من العائلات والمرضى على مغادرة مستشفى الأقصى، المرفق الطبي الرئيسي الذي يخدم وسط غزة، حيث لجأ مئات الآلاف من السكان والنازحين، خوفاً من القصف.

وبينما قالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إنها أبلغت مسؤولي الصحة بأن المرافق ليست بحاجة إلى الإخلاء، فإن المستشفى يقع بالقرب من المنطقة التي يغطيها إشعار الإخلاء، وكان من الممكن رؤية الناس وهم يفرون من المستشفى والمناطق المحيطة يوم الاثنين، وبعضهم يدفع المرضى على النقالات أو يحمل الأطفال المرضى.

وقالت امرأة تدعى فاطمة العطار لوكالة أسوشيتد برس وهي تغادر مجمع المستشفى: “مصيرنا هو الموت. ليس هناك مكان نذهب إليه. ليس هناك مكان آمن”.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن انفجارا وقع على بعد 250 مترا من المستشفى يوم الأحد أدى إلى تسريع عملية الخروج.

ونتيجة لذلك، تدرس منظمة أطباء بلا حدود ما إذا كانت ستعلق رعاية الجروح في الوقت الحالي، مع محاولة الحفاظ على العلاج المنقذ للحياة”، بحسب المنظمة الخيرية.

وقال المستشفى إنه كان يعالج أكثر من 600 مريض قبل صدور أوامر الإخلاء. ولم يتبق سوى نحو 100 مريض يوم الاثنين، بما في ذلك سبعة في العناية المركزة وثمانية في جناح الأطفال.

ومع استمرار هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي، قال مسؤول أميركي إن أربعة أيام من المحادثات رفيعة المستوى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والاتفاق على إعادة الأسرى الإسرائيليين انتهت في القاهرة دون التوصل إلى اتفاق نهائي. لكن المحادثات ستستمر على مستويات أدنى في الأيام المقبلة في محاولة لسد الفجوات المتبقية.

ووصف مسؤول أميركي كبير المحادثات بأنها “بناءة”، لكن مسؤول حركة حماس أسامة حمدان انتقد هذه التصريحات ووصفها بأنها كاذبة وتهدف إلى تعزيز الدعاية الانتخابية في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقالت حماس إنها ترفض الشروط الجديدة التي وضعتها إسرائيل خلال المحادثات.

ويأتي هذا التطور بعد أن تبادلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومليشيا حزب الله اللبناني إطلاق النار بكثافة في ساعة مبكرة من صباح الأحد، لكنهما تراجعتا عن إشعال فتيل حرب شاملة كان يخشاها الجميع على نطاق واسع، حيث أشار الجانبان إلى انتهاء أعنف تبادل لإطلاق النار بينهما منذ شهور.

وزعم بيان لمليشيا حزب الله أن الحزب ضرب موقعا للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بالقرب من تل أبيب كجزء من وابل من مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار، وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن عشرات الضربات كانت استباقية لتجنب هجوم أكبر. ولم يقدم أي منهما أدلة.

وقال المتحدث باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي ديفيد منسر إن مليشيا حزب الله تعرضت لـ”ضربة ساحقة” من الضربات الإسرائيلية لكنه حذر من أن الوضع الحالي المتمثل في إجلاء عشرات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم “ليس مستداما”، وتعهد بأن تعيد إسرائيل سكانها إلى أراضيها السيادية.

المصدر وكالات
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل