يتوجه وزير الاقتصاد الألماني سيجمار جابرييل إلى إيران هذا الأسبوع، يرافقه عدد من المسؤولين التنفيذيين في مجال الصناعة لإعادة بناء العلاقات التجارية ولكن استمرار العقوبات الأمريكية والمخاوف الاقتصادية، تعرقل الازدهار المنشود في قطاع الأعمال.
ويقول جابرييل إن لجنة أعمال ألمانية-إيرانية ستلتقي لأول مرة منذ 15 عاماً، ويتوقع إعلان صفقات تجارية محددة ولكنه نبه أيضاً طهران يوم الجمعة، إلى أن تطبيع العلاقات يتطلب ضرورة احترام حق إسرائيل في الوجود والكف عما وصفه بدور إيران الحاسم في الحرب السورية.
وقالت طهران إنه لا يمكن وضع شروط مسبقة لعلاقات إيران مع ألمانيا، وإنها ترفض تدخل أي طرف ثالث في شؤونها الرسمية.
وستكون تلك ثاني زيارة يقوم بها جابرييل لطهران منذ أن توصلت إيران لاتفاق مع القوى العالمية في يوليو تموز من العام الماضي، لرفع العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على إيران بسبب برنامجها النووي مقابل كبح جماح أنشطتها النووية.
وستكون شركتا سيمنس الصناعية العملاقة وديملر لصناعة السيارات من بين أولى الشركات الألمانية التي تستفيد من الفرص المتاحة في إيران، ولكنهما تمضيان قدماً بحرص وبعد مراجعات قانونية.
وقال مايكل توسيكوس رئيس الغرفة التجارية الألمانية الإيرانية التي مقرها في هامبورج، إن الصادرات إلى إيران قفزت 15 في المئة في النصف الأول من العام إلى 1.13 مليار يورو وقد تصل إلى أربعة مليارات يورو خلال السنة كلها.
وأشار إلى علامات للتحرك في القطاع المصرفي الألماني الذي كان محجماً عن تمويل صفقات تجارية خشية التعارض مع عقوبات أمريكية، مازالت مفروضة على إيران بسبب ما تصفه واشنطن بعمليات غسيل أموال تقوم بها طهران ودعمها للإرهاب وانتهاكات لحقوق الإنسان.
وقال جابرييل الذي يرأس الحزب الديمقراطي الاشتراكي الشريك الأصغر في ائتلاف يمين الوسط الحاكم في ألمانيا، لموقع مجلة دير شبيجل على الانترنت إن”التعاون الاقتصادي لن يحقق معجزات ولكنه بإمكانه فتح البلاد وتحفيز التغير الاجتماعي .”
وكان فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألماني وعضو الحزب الديمقراطي الاشتراكي أيضاً، قد دعا في فبراير شباط الرئيس الإيراني حسن روحاني لزيارة ألمانيا.
ولكن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه المستشارة أنجيلا ميركل، والذي يشعر بقلق بشأن إدارة العلاقات مع السعودية وإسرائيل خصمي إيران اللدودين يعارض القيام بزيارة رسمية.
وقال يورجين هارت المتحدث باسم السياسة الخارجية لتجمع المحافظين بزعامة ميركل، إن”بسط السجادة الحمراء لروحاني في أوروبا قد يساء فهمه على أنه إشارة إلى أن إيران بالفعل، شريك مقبول في المجتمع الدولي.”
وأضاف إنه يتوقع أن ينقل جابرييل قلق ألمانيا من دعم إيران”للنظام الإرهابي” للرئيس السوري بشار الأسدـ ولهجتها التي”لا توصف” المعادية لإسرائيل وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.
وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إيرنا)، إن طهران سترفض هذه المطالب.
ونقلت إيرنا عن بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قوله، إن “إيران تعتبر الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني جزء لا يتجزأ من سياستها الخارجية ولن تتخلى عن دعم المُثل الفلسطينية تحت أي ظرف.”
- رويترز
عذراً التعليقات مغلقة