صعّد الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة المجازر التي يرتكبها في مدينة غزة شماليّ القطاع، مخلفاً شهداء وجرحى مع دخول الحرب يومها الـ264، وواصلت قوات الاحتلال نسفت العديد من منازل المواطنين في المناطق الجنوبية الغربية لمدينة غزة، وفي حي الزيتون وفي مدينة رفح.
وبعد تراجع حدة القصف خلال اليومين الأخيرين، واعتماد قوات الاحتلال العمليات العسكرية “المركزة” التي تشهدها بقية مناطق القطاع خلال الأشهر الأخيرة، كثف طيران الاحتلال القصف الجوي في مدينة غزة بعد أشهُر من انتهاء العملية البرية في المدينة، مستهدفاً مراكز الإيواء والمنازل التي ما زال يوجد فيها آلاف الفلسطينيين.
وبحسب مصادر محلية، فقد استشهد 10 مواطنين فلسطينيين على الأقل وأصيب 12 آخرين، بعد منتصف ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، جراء غارة للاحتلال الإسرائيلي استهدفت منزلا في بيت لاهيا، وشهدت مناطق الحي السعودي ووسط وغرب مدينة رفح، وشمال شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، سلسلة جديدة من القصف المدفعي الإسرائيلي العنيف، بينما شنت طائرات الاحتلال غارة على مخيم النصيرات وسط القطاع.
وخلال اليوم الأخير، ارتكب الاحتلال عدداً من المجازر، من أبرزها مجزرتا الشاطئ والدرج، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات غالبيتهم من المدنيين الفلسطينيين، وعلى رأسهم مجزرة استهدفت عائلة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية. وقال الفلسطيني محمد علوان، إن الاحتلال الإسرائيلي قصف مدرسة عبد الفتاح حمودة بحيّ الدرج الملاصقة لمدرسة يافا، وهما مدرستان فيهما عدد كبير من النازحين من مناطق شمالي القطاع.
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة، بحسب مصادر طبية، إلى 37.658 شهيدا، و86.237 مصابا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وبالتزامن مع عمليات القصف والتدمير واستهداف المدنيين، تزداد حدة المجاعة في شمال قطاع غزة جراء منع الاحتلال إدخال المساعدات للمنطقة التي خضعت لحصار خانق منذ اندلاع الحرب. وحذرت وكالة “أونروا” الثلاثاء من أن خطر المجاعة في غزّة لا يزال مستمراً، مشيرة إلى تدهور الحالة الإنسانية في الجنوب بشكل كبير نتيجة لتوسيع العملية العسكرية في رفح.
وعلى الصعيد السياسي، لا تزال مفاوضات وقف إطلاق النار تراوح مكانها دون تحقيق أي تقدم يذكر، مع تمسك حركة حماس بمطلب وقف الحرب كلياً، وتملص قادة الاحتلال الإسرائيلي من تقديم أية التزامات في هذا الجانب وتأكيدهم على نية مواصلة الحرب التي يتخللها مجازر إبادة جماعية.
Sorry Comments are closed