الهجوم الإيراني.. طهران تعلن تحقيق أهدافه والاحتلال يؤكد إحباطه

فريق التحرير14 أبريل 2024آخر تحديث :
المنظومة المضادة للصواريخ في جيش الاحتلال الإسرائيلي تصدت لصواريخ ومسيرات إيرانية – رويترز

شنت إيران هجوما بمسيرات وصواريخ ليل السبت الأحد أعلن الاحتلال الإسرائيلي “إحباطه”، في أول عملية مباشرة من هذا النوع تشنها طهران ضد دولة الاحتلال، بعد حوالي أسبوعين على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.

ويأتي الهجوم الذي أكدت واشنطن حليفة تل أبيب مشاركتها في التصدي له، في خضم حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي تثير منذ اندلاعها في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مخاوف من تصعيد إقليمي واسع النطاق.

وأكدت مليشيا الحرس الثوري الإيراني شن هجوم “بمسيرات وصواريخ” على دولة الاحتلال الإسرائيلي ردا على قصفه في الأول من نيسان/أبريل، مبنى قنصلية طهران في العاصمة السورية، ومقتل 16 شخصا بينهم قياديان وعناصر في الحرس.

وأكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري الأحد أن الهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ الذي شنته طهران على دولة الاحتلال ليلا، “حقق كل أهدافه”. وقال باقري في تصريحات للتلفزيون الرسمي إن “عملية الوعد الصادق نفذت بنجاح بين ليل السبت وصباح الأحد وحققت كل أهدافها”.

بينما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأحد في بيان “إحباط” الهجوم مؤكدا اعتراض “99 بالمئة” من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي أطلقت، بمساعدة حلفاء تتقدمهم الولايات المتحدة.

وقال جيش الاحتلال إن “الهجوم الإيراني كما تم التخطيط له من قبل إيران أحبِط”، مضيفا “اعترضنا 99 بالمئة من التهديدات نحو الأراضي الإسرائيلية. هذا انجاز استراتيجي مهم”.

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان أن واشنطن ساهمت في إسقاط “تقريبا كل” المسيرات والصواريخ التي أطلقتها إيران على دولة الاحتلال.

وشدد على أنه أكد لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في اتصال هاتفي “التزام الولايات المتحدة الثابت أمن إسرائيل”.

وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري قد قال في وقت سابق إن إيران أطلقت أكثر من 200 مسيرة وصاروخ.

وتزامنا مع الهجوم الذي انطلق من الأراضي الإيرانية، نفذت المليشيات المدعومة من طهران في المنطقة هجمات ضد الاحتلال، اذ أطلقت مليشيا حزب الله اللبناني صواريخ كاتيوشا في اتجاه هضبة الجولان المحتلة، وأطلقت مليشيا الحوثيين في اليمن مسيرات في اتجاه جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي مؤشر على انتهاء التهديد الأمني في الوقت الراهن، أعادت دولة الاحتلال الإسرائيلي فتح مجالها الجوي اعتبارا من الساعة 04:30 ت غ الأحد، بعد إغلاقه تزامنا مع الهجوم، وفق هيئة المطارات المحلية. كذلك فعل الأردن ولبنان والعراق.

ونددت دول عدة بالهجوم، وتخوفت من خطورة التصعيد فيما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الأحد بناء على طلب تل أبيب، للبحث في العملية الإيرانية.

وذكر الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيدعو قادة مجموعة السبع الأحد إلى تنسيق “رد دبلوماسي موحد” على الهجوم الإيراني واصفا إياه بـ”الوقح”.

في المقابل، أعربت الصين عن “بالغ القلق جراء تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته”، داعية جميع “الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب”.

من جهتها، كتبت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة عبر منصة “إكس” إن “المسألة يمكن اعتبارها منتهية. لكن إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أشد خطورة بكثير”.

وطلبت طهران من واشنطن عدم التدخل في هذا التصعيد. وأكدت البعثة الإيرانية “هذا نزاع بين إيران والنظام الإسرائيلي المارق، ويجب على الولايات المتحدة البقاء في منأى عنه”.

وسمع دوي انفجارات فجرا في أجواء القدس، وفق صحافيين في وكالة الأنباء الفرنسية، وانطلقت صفارات الإنذار في المدينة. كذلك، أطلِقت الصفارات في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي النقب جنوبا.

تباين روايات
أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) بأن أكبر قاعدة جوية في النقب تعرضت “لأضرار جسيمة” بعدما أصابتها صواريخ إيرانية ليلا. وقال التلفزيون الرسمي إن “نصف الصواريخ التي أُطلِقت قد أصابت هدفها بنجاح”.

من جهة أخرى، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي وقوع أضرار “طفيفة” في القاعدة. وقال في بيان “من أصل أكثر من 120 صاروخا بالستيا، اخترق عدد ضئيل جدا الحدود الإسرائيلية… سقط في قاعدة لسلاح الجو في نفاطيم (جنوب) وألحقت أضرارا طفيفة في منشأة”.

إلا أنه أكد أن “القاعدة تواصل عملها ومهامها”، وأن إيران “فشلت” في اعتقادها بأنها “ستشل عمل القاعدة الجوية وستضر بقدراتنا الجوية”.

وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد قال مساء السبت إن دولة الاحتلال الإسرائيلي “مستعدة لمواجهة أي سيناريو دفاعيا كان أو هجوميا”.

وفي وقت مبكر الأحد، أعلنت مليشيا حزب الله اللبناني الذي يتبادل القصف يوميا مع الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من ستة أشهر، أنه استهدف بصواريخ الكاتيوشا، قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة، للمرة الثانية خلال ساعات قليلة.

وقال إنه استهدف “المواقع الإسرائيلية نفح ويردن وكيلع في الجولان السوري المحتل بعشرات صواريخ الكاتيوشا”.

إلى ذلك، أفادت وكالة “أمبري” البريطانية للأمن البحري بأنها تلقت تقارير مفادها أن “الحوثيين أطلقوا طائرات من دون طيار باتجاه إسرائيل”.

ولفتت إلى أن عملية الإطلاق من جانب الحوثيين تمت “بالتنسيق مع إيران”، مشيرة إلى أن “الموانئ الإسرائيلية تُعتبر أهدافا محتملة” للهجوم.

وأتت هذه الإطلاقات بعد ساعات من قيام القوة البحرية في مليشيا الحرس الثوري السبت، باعتراض سفينة حاويات تحمل اسم “إم سي إس أريز” (MCS Aries) “مرتبطة” بدولة الاحتلال قرب مضيق هرمز وعلى متنها 25 بحارا واقتادتها إلى المياه الإقليمية الإيرانية.

ودعا البيت الأبيض إيران إلى الإفراج فورا عن ناقلة الحاويات وطاقمها.

ودعا وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاتحاد الأوروبي إلى إدراج الحرس على قائمة “المنظمات الإرهابية” بعد احتجاز السفينة.

ويأتي هجوم طهران في سياق وتيرة متصاعدة من التوتر والعداء بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، منذ اندلاع حرب الاحتلال على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وخلفت الحرب آلاف الشهداء والجرحى ودمارا واسعا وأزمة إنسانية حادة في القطاع أوصلت سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون شخص إلى حافة الجوع، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. وتستمر الحرب من دون أفق للتهدئة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل