بالتزامن مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي البدء بمرحلة جديدة (ثالثة) من الحرب على غزة، تندلع اشتباكات عنيفة بين قواته ومقاتلي المقاومة الفلسطينية، في المناطق الشمالية من المحافظة الوسطى ومدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وشهدت عدة مناطق من المحافظة الشمالية للقطاع عودة للاشتباكات العنيفة، بعد أكثر من أسبوع من تقلص عمليات جيش الاحتلال في هذه المناطق إثر انسحاب قواته من مساحات واسعة منها.
وتزامن مع هذه الاشتباكات، تنفيذ غارات جوية عنيفة شنتها المقاتلات الحربية على مناطق مختلفة من القطاع، خاصة الوسطى وخان يونس ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
كما أفادت مصادر محلية أن جيش الاحتلال كثف في الأيام الأخيرة من استخدام الطائرات المسيرة، سواء لإطلاق الصواريخ نحو أهداف ومواطنين أو لإطلاق النيران بشكل عشوائي.
في المقابل، قالت فصائل المقاومة الفلسطينية، أبرزها “كتائب القسام”، الجناح المسلح لحركة “حماس”، و”سرايا القدس” الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، إنها نفذت عمليات ضد قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف جنوده.
والاثنين، أعلن متحدث جيش الاحتلال دانيال هاغاري أن “شدة العمليات في شمال غزة قد بدأت بالفعل في الانحسار”، موضحا أن الجيش الإسرائيلي “سيركز الآن على معاقل حماس جنوب ووسط القطاع، وخاصة حول مدن خان يونس ودير البلح”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال على موقعه الإلكتروني، ارتفاع عدد الضباط والجنود القتلى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي إلى 519، بينهم 185 قتلوا بالمعارك البرية التي بدأت في 27 من الشهر ذاته.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الثلاثاء 23 ألفا و210 قتلى و59 ألفا و167 مصابا معظمهم أطفال ونساء، و”دمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
**عودة الاشتباكات في الشمال
لأول مرة منذ أكثر من أسبوع، عادت الاشتباكات العنيفة لمناطق شمالي قطاع غزة، بعد أن تقلصت عمليات جيش الاحتلال في هذه المناطق إثر انسحاب قواته من مساحات واسعة من المحافظة.
وأفاد مراسل الأناضول، بأن اشتباكات عنيفة اندلعت فجر الثلاثاء، وتواصلت لساعات، في مناطق شرق بلدتي جباليا وبيت حانون، أقصى شمال القطاع.
وقال إن الاشتباكات تزامنت مع “إطلاق قذائف مدفعية بشكل كثيف من الدبابات الإسرائيلية تجاه مناطق شرق جباليا وبيت حانون”، حيث شوهد تصاعد أعمدة الدخان من مواقع الاشتباكات.
وأشار إلى أن الطائرات الإسرائيلية أطلقت وابلا كثيفا من القنابل الضوئية في محيط بلدتي جباليا وبيت حانون، في الوقت الذي تجري الدبابات عمليات تمشيط واسعة في مناطق تتوغل فيها ببلدة بيت حانون.
ولم يصدر عن فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة تفاصيل حول الاشتباكات التي دارت في المحافظة الشمالية.
**مدينة خان يونس
تشهد مدينة خان يونس اشتباكات وهجمات إسرائيلية عنيفة جدا، وسط إعلان الجيش، توسيع عملياته العسكرية البرية داخلها.
وأفاد مراسل الأناضول، أن اشتباكات عنيفة اندلعت في محاور توغل الآليات العسكرية في المناطق الشرقية من المدينة ووسطها حيث تتمركز الآليات قرب مبنى البلدية، وتعجز عن التقدم بفعل ضربات المقاومة.
وأوضح، نقلا عن شهود عيان، أن المناطق الجنوبية من خان يونس والملاصقة لمدينة رفح (أقصى الجنوب)، تتعرض لسلسلة مكثفة وعنيفة من الأحزمة النارية منذ مساء الاثنين.
وفي السياق، فجر جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات المنازل السكنية في مناطق جنوب شرق خان يونس.
وكانت كتائب “القسام”، قالت في بيانين منفصلين، إن مقاتليها “دمروا دبابتين من نوع ميركافا، بقذيفتي الياسين 105، في مدينة خان يونس”.
كما قالت في بيان آخر، إن مقاتليها “استهدفوا قوة صهيونية بعبوة مضادة للأفراد، وأوقعوها بين قتيل وجريح في بني سهيلا شرق المدينة”.
فيما أفادت “سرايا القدس”، في بيان، أن مقاتليها استهدفوا قوة إسرائيلية أخرى كانت “متحصنة في منزل بمحاور التقدم في خان يونس، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح”.
وأضافت في بيان آخر إنها “قصفت تجمعات للعدو في منطقة معن، شرق المدينة، بوابل من قذائف الهاون من العيار الثقيل”.
**المحافظة الوسطى
تشهد المحافظة الوسطى بدورها اشتباكات عنيفة في محاور توغل الآليات الإسرائيلية العسكرية خاصة في الأجزاء الشمالية من المحافظة وهي مخيمات “البريج والمغازي والنصيرات”، ومنطقة الزوايدة.
ومؤخرا، دخلت قرية المصدّر، الواقعة إلى الجنوب من المغازي، دائرة الاشتباكات المسلحة، حيث أفاد شهود عيان باندلاع اشتباكات قرب مدخل القرية.
وتزامنت هذه الاشتباكات مع غارات عنيفة شنتها المقاتلات الإسرائيلية الحربية على مناطق مختلفة من المحافظة، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
ويأتي ذلك بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي أن عملياته القتالية الحالية “ستركز على معاقل حماس جنوب ووسط القطاع، وخاصة حول مدن خان يونس ودير البلح”.
وتواصل إسرائيل إغلاق شارع صلاح الدين الرئيسي بشكل كامل، حيث أخطرت المواطنين بتوفير ممر آمن بديل عن هذا الشارع، عبر شارع الرشيد غرب المدينة.
وقالت كتائب “القسام”، في بيان، إن مقاتليها “قنصوا 4 جنود صهاينة، ببندقية الغول القسامية شرق مخيم البريج”.
فيما قالت “سرايا القدس”، في بيان إنها “استهدفت آلية عسكرية صهيونية بقذيفة RPG شرق مخيم البريج”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت هيئة البث العبرية، إن 6 من الجنود الذين أعلن الجيش الإسرائيلي مقتلهم في قطاع غزة اليوم، قتلوا بانفجار شاحنة محملة متفجرات تابعة لهم في مخيم البريج.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن في بيانين منفصلين، مقتل 9 من الجنود والضباط بمعارك غزة، قال في أحد البيانين إن 5 منهم قتلوا بمعركة وسط غزة، لم يحدد تفاصيلها.
وذكرت الهيئة في تقريرها، أن الشاحنة انفجرت بينما كان الجنود “يستعدون لتفجير نفق بمخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، أمس الإثنين”.
ووصفت الواقعة بأنها “حدث خطير”، تسبب بمقتل 6 جنود وإصابة 3 بجروح خطيرة، بينهم المغني والممثل الإسرائيلي الشهير عيدان أمادي.
من جهته، قال موقع “واللا” الإخباري العبري، إن “30 جنديا إسرائيليا أصيبوا في الحادث نفسه”، بينما أعلنت هيئة البث “إصابة 3 جنود فقط”.
ولم تتضح أسباب هذا التفاوت الكبير بأرقام الجرحى.
عذراً التعليقات مغلقة