تفاجأ جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي لدى دخولهم حي “الشجاعية” شرق مدينة غزة، بالعديد من الصواريخ والآبار والأنفاق والألغام التي تنصبها “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
ونقل أمير بوخبوط، المراسل العسكري لموقع “واللا” الإخباري العبري، الذي يرافق الجنود الإسرائيليين في الشجاعية، مشاهد ما رآه في الحي الذي وصفه بأنه “أحد أخطر الأحياء في الشرق الأوسط”.
وبحسب بوخبوط، قال نائب قائد اللواء 188 بالجيش المقدم عوديد (لم يذكر اسمه الثاني)، للجنود لدى وصولهم الشجاعية، إن المسلحين الفلسطينيين “لم يمتنعوا عن بناء الآبار والأنفاق في كل مكان. لقد عثرنا بالفعل على آبار وأنفاق بالمنطقة، وفي تقديرنا، هناك الكثير منها هنا”.
وأضاف: “هناك العدو والصواريخ المضادة للدروع وقذائف الهاون، وهناك انتحاريون”، وفق تعبيره.
وكتب بوخبوط في تقرير نشره على موقع “واللا”، الجمعة: “تتباطأ دبابة الميركافا وتتوقف بجوار ما كان في السابق مبنى مكونًا من ثلاثة طوابق. وبالنسبة لوضعه الحالي، فإن كلمة بناية هي نوع من الإطراء، فالمبنى (مدلى للأسفل) يكاد يلمس تراب حي الشجاعية”.
وأضاف: “بينها (المباني) وبين الدبابات يقف نائب قائد اللواء 188، محاطًا بجنود يحملون أسلحة، وهم في حالة تأهب شديد، قائلا لهم: أنتم لا تعرفون أبدا أين ستظهر فجأة فرقة مسلحين أو طائرة مسلحة بدون طيار”.
ويضيف المقدم عوديد وهو يرفع صوته قليلا: “يوجد عدو هنا، وصواريخ مضادة للدروع هنا، يوجد قذائف هاون هنا. ويوجد انتحاريون”، وفق بوخبوط.
واعتبر المراسل الحربي أنه “عليك أن تستمع بعناية إلى كلماته (عوديد)، حتى لا تطغى عليها أصداء الانفجارات المتواصلة، وضجيج مدافع الدبابات الرشاشة، وبطاريات المدفعية التي تعمل بشكل مستمر”.
ويصف بوخبوط حي الشجاعية بأنه “أحد أخطر الأحياء في الشرق الأوسط”.
وقال: “هنا تحذير من منطقة محملة بالألغام، وهناك تحذير من عدو لا يتوقف عن التنقل من مكان إلى آخر”.
وأشار إلى أن الفريق القتالي للواء 188 الموجود بحي الشجاعية منذ الاثنين الماضي، “يضم كتيبة الهندسة 605، وكتيبة المظليين 890، والكتيبة 906 من مدرسة قادة ومهن المشاة، والكتيبة 74 مدرع”.
والخميس، أعلنت “كتائب القسام” قنص جنديين إسرائيليين في الشجاعية، فضلا عن تدمير 79 آلية عسكرية إسرائيلية خلال 72 ساعة.
وفي وقت لاحق الخميس، قالت “القسام” إن مقاتليها “استهدفوا أيضا 3 ناقلات جند بقذائف الياسين 105، اثنتان في محور التقدم ببيت لاهيا شمال قطاع غزة، وواحدة في محور شرق مدينة خان يونس”.
كما أعلنت استهداف “قوة إسرائيلية راجلة متمركزة داخل أحد المنازل بالقذائف المضادة للأفراد، وتحقيق إصابات محققة في صفوفهم ببيت لاهيا”.
وقال بوخبوط: “قال لي رجل أمن مخضرم يعرف الحي مثل ظهر يده: تذكر جيداً ما أقوله لك، هناك كتيبة قوية جداً تختبئ في الشجاعية، وهي من أقوى الكتائب في الذراع العسكري لحركة حماس”.
واعتبر بوخبوط أن ذلك “يمثل تحديا للجيش الإسرائيلي، مثلما رأينا ما حدث في عملية الجرف الصامد صيف عام 2014، عندما قام لواء غولاني بمناورة برية بالشجاعية”.
وقال واصفا المشهد آنذاك: “يبدو الأمر كما لو أنه (لواء غولاني) دخل ورأسه على الحائط، ودفع ثمنًا باهظًا مقابل ذلك”.
وأضاف: “تُعرف الشجاعية تاريخياً بأنها مكان يكثر فيه الشر والقسوة. وهناك خطفوا أرون شاؤول” (الجندي الذي قالت إسرائيل إنه قتل وبقي جثمانه لدى حماس) دون إعلان “حماس” إذا ما كان قد قتل أو ما يزال على قيد الحياة.
وتابع بوخبوط: “أي حركة في السماء أو ضجيج طفيف يترجم إلى نظرات مشبوهة ويحرك فوهات البنادق، خشية أن يكون هناك طائرة بدون طيار هجومية تابعة لحماس”.
ويتحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي في بياناته بشكل عام عن تحركات الجيش في داخل قطاع غزة، ولكن دون ذكر تفاصيل.
وفجر الجمعة، استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، في قصف إسرائيلي استهدف حي الشجاعية، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وأوضحت الوكالة أن “القصف الإسرائيلي لعدة مناطق في قطاع غزة متواصل، خاصة على المناطق الشرقية في مدينة خان يونس وعلى شواطئ مدينة رفح جنوب القطاع، فيما استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي المناطق الوسطى في قطاع غزة بعدة غارات.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء الخميس 17 ألفا و177 شهيدا، و46 ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء، ودمارا هائلا بالبنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
عذراً التعليقات مغلقة