بعد تقدم متواصل للآليات العسكرية الإسرائيلية داخل أراضي قطاع غزة على مدى الأيام الماضية، عادت السبت، للتراجع في أحد أهم محاور التوغل وسط مواجهات عنيفة مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية المسلحة؛ أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وحسب مراسل الأناضول فإن الطائرات والمدفعية والبوارج الحربية كثفت خلال الـ24 ساعة الماضية غاراتها على مدينة غزة وشمالي القطاع، واستهدفت طرقات وأراضي زراعية ومنازل ومدرستين و3 مساجد إضافة إلى مستشفى وسيارات إسعاف.
في المقابل، نفذت “كتائب القسام” الذراع المسلح لحركة “حماس” عشرات الهجمات بقذائف “ياسين 105” المضادة للدروع ضد دبابات وجرافات وناقلات جند إسرائيلية، خاصة في منطقة شمال غزة.
** محور شمال غزة
في محور شمال غرب مدينة غزة، تراجعت القوات الإسرائيلية من نقطة تمركزها بمنطقة أبراج المقوسي على أطراف مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، إلى منطقة “المدرسة الأمريكية”، في بلدة بيت لاهيا (أقصى الشمال).
وهذا التراجع يقدر بمسافة كيلومترين أي أن الآليات العسكرية الإسرائيلية عادت لأول نقطة وصلتها عند بدء عمليات التوغل في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وهذه النقطة تبعد نحو كيلومترين عن حدود مدينة غزة وهي منطقة زراعية تخلو من السكان.
وتأتي هذه التطورات في ظل هجمات مكثفة نفذها عناصر “كتائب القسام” ضد الآليات العسكرية الإسرائيلية التي كانت متوغلة على أطراف مخيم الشاطئ.
وقال متحدث “كتائب القسام” أبو عبيدة، في كلمة مسجلة، مساء السبت، إن “مجاهدينا يقاتلون في محاور تقدم العدو ببلدة بيت حانون (شمال) وبشمال غرب مدينة غزة وجنوبها (منطقة حي الزيتون شرق مدينة غزة وجنوب حي تل الهوى غرب المدينة).
وأضاف أبو عبيدة: “مجاهدونا دمروا 24 آلية عسكرية إسرائيلية خلال اليومين الماضيين”.
وتابع: “وجهنا ضربات بصواريخ موجهة مضادة للدروع تجاه الآليات العسكرية الإسرائيلية (..) نخوض حربا غير متكافئة لكنها ستدرس في العالم وسيخلدها التاريخ”.
وفي بيان سابق السبت، أعلنت “كتائب القسام” أن مقاتليها “هاجموا قوة صهيونية متحصنة في مبنى شمال غرب مدينة غزة واشتبكوا معها بالأسلحة الرشاشة والقنابل”.
وذكرت أن هذه العملية أسفرت عن مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق، مقتل 4 من جنوده خلال المعارك البرية في قطاع غزة، دون تفاصيل عن مواقع مقتلهم.
وبهذا، يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء المعارك البرية في غزة، في 31 أكتوبر الماضي، إلى 29 جنديا.
** محور جنوب غزة
وفي محور الجنوب، تواصل القوات الإسرائيلية قصف منطقة حي الزيتون وأطراف تل الهوى بشكل كثيف بالأحزمة النارية من الطائرات والقذائف المدفعية منذ 4 أيام بالتزامن مع الحفاظ على نقاط تمركزها في هذه المنطقة على بعد نحو 500 متر عن شارع “الرشيد” الساحلي (غرب مدينة غزة).
وأعلنت “كتائب القسام” و”سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بيانين منفصلين، “قصف الآليات الإسرائيلية المتوغلة في جنوب تل الهوى بقذائف الهاون”.
كما استهدفت عناصر “القسام” دبابة إسرائيلية في جنوب غرب تل الهوى بصاروخ موجه من طراز “كونكورس”، وهذه أول مرة فيها إعلان استخدام هذا الصاروخ.
** أين تتوجه القوات الإسرائيلية؟
ويتضح من العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأرض أن التوغل البري قد يتجه من حي الزيتون باتجاه الشمال إلى عمق حي تل الهوى الذي دمرت الطائرات الإسرائيلية أجزاء واسعة منه، خلال الأيام الماضية، ما يعني أنها اتبعت ضده سياسة “الأرض المحروقة”.
وهذا السيناريو يشبه إلى حد كبير العملية البرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة 2008 ـ 2009 التي استمرت 23 يوما عندما توغلت من الحدود الشرقية للقطاع ودخلت حي الزيتون ووصلت من أطراف الحي الجنوبية وصولا إلى “تل الهوى”.
وآنذاك احتلت الآليات العسكرية منطقة مستشفى القدس ومتنزه برشلونة وأبراج تل الهوى، وهو مربع مساحته نحو 500 متر.
ولا يعلن الجيش الإسرائيلي خطط العمليات البرية التي ينفذها منذ نحو أسبوع في عدة محاور بقطاع غزة.
ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 29 يوما “حربا مدمرة” على غزة، قتل فيها 9500 فلسطيني، منهم 3900 طفل و2509 سيدات، وأصاب أكثر من 24 ألفا آخرين، كما قتل 145 فلسطينيا واعتقل نحو 2040 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
بينما قتلت “حماس” منذ هجوم عناصرها على مستوطنات ونقاط عسكرية إسرائيلية بغلاف قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أكثر من 1542 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
عذراً التعليقات مغلقة